Сообщение о гармонии среди мусульман
رسالة الألفة بين المسلمين
Редактор
عبد الفتاح أبو غدة
Издатель
دار البشائر الإسلامية
Издание
الأولى
Год публикации
1417 AH
Место издания
حلب
ابنُ الدخيل الصَّيْدَلاني-، جازةً، عن أبي جعفر العُقَيلي، ثنا محمدُ بنُ عتَّاب بنِ المُرْبِع - هو أبو بكر الأعيَن -، قال: سمعتُ العَبَّاسَ بنَ عبد العظيم العنبري أخبرني، قال:
كنتُ عند أحمد بن حنبل وجاءَهُ عليٍّ بن المديني راكباً على دابّةٍ، قال: فَتَنَاظَرا في الشهادةِ، وارتَفَعَتْ أصواتُهما، حتى خفتُ أن يقع بينهما جَفَاء، وكان أحمدُ يَرى الشهادة، وعليّ يَأْبَى ويَدَفَع، فلما أراد عليّ الانصرافَ قامَ أحمدُ فأخذ برِکابِه))(١).
٤- وإليك قصةً أخرى عجيبةً بين إمامين كبيرين من أئمة أهل السنّة والجماعة المُتَخالفينِ في المذهَبِ والمَنْزِعِ، رَوَى الحافظ أبو القاسم ابنُ عساكر الدمشقي في كتابه ((تبيين كَذِب المُفتري))(٢): ((قيل للحافظ أبي ذر الهَرَوي - عَبْدٍ بن أحمد الأشعري المالكي، راويةٍ ((صحيح البخاري)) -: أنت من هَرَاة، فمن أين تَمَذْهبتَ لمالكِ والأشعري؟
فقال: سَبَبُ ذلك أني قَدِمْتُ بغداد لطلب الحديث، فلزمتُ الدارقطني - الشافعي، إمامَ أهلِ الحديث في زمانِه -، فلما كان في بعض الأيام كنتُ معه، فاجتَازَ به القاضي أبو بكر بنُ الطَّيِّب - الباقلاني المالكي الأشعري -، فأظهر الدارقطني من إکرامِه ما تعجّبتُ منه.
فلما فَارَقه قلتُ له: أيها الشيخُ الإمامُ، من هذا الذي أظهرتَ من إكرامِه ما رأيتُ؟ فقال: أَوَ ما تعرِفُه؟! قُلت: لا، قال: هذا سيفُ السُّنَّة أبو بكر الأشعريُّ.
(١) قال ابن عبد البرِّ بعد نقل هذا الخبر: ((كان أحمدُ بنُ حنبل رحمه الله يَرَى الشهادةَ بالجنة لمن شَهِدَ بدراً والحُدَيْبِيَّة، أو لمن جاء فيه أثرٌ مرفوعٌ، على ما كان منهم من سَفْكِ دماءِ بعضِهم بعضاً، وكان عليّ بنُ المديني يأبى ذلك، ولا يُصحُّحُ في ذلك أثراً». انتهى. وهذه العبارةُ ساقطةٌ من الطبعة القديمة غير المحققة.
(٢) ٢٥٥ - ٢٥٦.
18