Послание, обогащающее молчанием и соблюдением дома
الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت
Исследователь
عبد الله يوسف الجديع
Издатель
دار العاصمة
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٩
Место издания
الرياض
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
أخبرنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ المتقن شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن شَيخنَا الإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن عبد الله اليونيني بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ
والحافظ الْمُفِيد جمال الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود المحمودي عرف بِابْن الصَّابُونِي
وعماد الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعد الْمَقْدِسِي
والإمامان
تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن قدامَة
وفخر الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد
وعفيف الدّين عَبَّاس بن عمر بن عَبْدَانِ البعليان
قَالُوا
أخبرنَا أَبُو المنجا عبد الله بن عمر بن عَليّ بن عمر بن زيد الْمَعْرُوف بِابْن اللتي قدم علينا دمشق قِرَاءَة عَلَيْهِ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وستمئة
1 / 19
قيل لَهُ أخْبركُم أَبُو الْفَتْح أَحْمد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اليعسوب قِرَاءَة عَلَيْهِ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَخمسين وخمسمئة
أخبرنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن الْقَزاز فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وأربعمئة
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء الْفَقِيه المقرىء قَالَ
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين وَصلى الله على سيد الْمُرْسلين مُحَمَّد النَّبِي وَآله الطاهرين
وَبعد أحسن الله عونك وتوفيك وصونك وتحقيقك فَإنَّك سَأَلت تَعْجِيل رِسَالَة تنفعك فِي أولاك وأخراك وَتجمع لَك سَلامَة دينك ودنياك فأتيتك بهَا مختصرة يسْتَدلّ بأبوابها على مَفْهُوم خطابها نفعنا الله وَإِيَّاك بهَا وَجَمِيع الْمُسلمين إِن شَاءَ الله تَعَالَى
1 / 20
بَابُ نَجَاةِ الْإِنْسَانِ بِالصَّمْتِ وَحِفْظِ اللِّسَانِ
١ - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمد ابْن حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي ﵁ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ﵄ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ صَمَتَ نَجَا
1 / 21
٢ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ السُّكَّرِيُّ الْمُعَدَّلُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ
قَالَ حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
1 / 23
٣ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أبوعاصم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبْيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ
1 / 24
٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِي ﵀ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ النَّجَّادُ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ بن حَيَّان عَنْ عَنْبَسِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ﵁ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحْوَجُ إِلَى طُولِ سَجْنٍ مِنْ لِسَانٍ
1 / 25
٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رزقويه الْبَزَّاز أخبرنَا إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي قَالَ حَدثنَا [عمروبن] عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ﵁ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُؤَاخَذُ بِكُلِّ مَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ابْنَ جَبَلٍ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ
1 / 27
٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْمُؤَدِّبُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَيُونُس ابْن عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
1 / 28
٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ الْحُرْفِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ حَدثنَا عمر [و] بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵄ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
1 / 29
٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ رَامِشٍ قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَجَّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَيْبَانَ الْمُعَدَّلُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ اللَّيْثُ بن سعد
مروا مردا بِرَاهِبٍ فَنَادَوْهُ فَلَمْ يُجِبْهُمْ ثُمَّ عَادُوا فَنَادَوْهُ فَلَمْ يُجِبْهُمْ فَقَالُوا لَهُ لِمَ لَا تُكَلِّمُنَا فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ
يَا هَؤُلَاءِ إِنَّ لِسَانِي سَبُعٌ وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أُرْسِلَهُ فَيَأْكُلَنِي
٩ - وَأَنْشَدُوْنَا فِي مَعْنَاهُ
احْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ
لَا يَقْتُلَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ ... كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لِسَانُهُ
كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الْفُرْسَانُ
١٠ - أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَدْرٍ الشَّافِعِيُّ الْبَنْدَنِيجِيُّ بِهَا أَنْشَدَنَا أَبُو النُّعْمَان عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أُحْمَدَ النَّجْلِيُّ أَنْشَدَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ لِأَبِي نُوَاسٍ
خَلِّ جَنْبَيْكَ لِرَامٍ
وَامْضِ عَنْهُ بِسَلَامٍ ...
1 / 32
.
مُتْ بِدَاءِ الصَّمْتِ خَيْرٌ
لَكَ مِنْ دَاءِ الْكَلَامِ ... رُبَّمَا اسْتُفْتِحَ بالقو
ل مَغَالِيقُ الْحِمَامِ ... رُبَّ قَوْلٍ سَاقَ آجا
ل قِيَامٍ وَفِئَامِ ... إِنَّمَا السَّالِمُ مَنْ أل
جم فَاهُ بِلِجَامٍ
١١ - وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا
أَنْتَ مِنَ الصَّمْتِ آمِنُ الزَّلَلِ
وَمِنْ كَثِيرِ الْكَلَامِ فِي وَجَلِ ... لَا تَقُلِ الْقَوْلَ ثُمَّ تُتْبِعُهُ
يَا لَيْتَ مَا كُنْتُ قُلْتُ لَمْ أَقُلِ
١٢ - وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا
اسْتُرِ الْعِيَّ مَا اسْتَطَعْتَ بِصَمْتٍ
إِنَّ فِي الصَّمْتِ رَاحَةً لِلصَّمُوتِ ... وَاجْعَلِ الصَّمْتِ إِنْ عَيِيتَ جَوَابًا
رُبَّ قَوْلٍ جَوَابُهُ فِي السُّكُوتِ
١٣ - وَقَالَتِ الْحُكَمَاءُ مَثَلُ الْكَلِمَةِ كَالسَّهْمِ لَا يُمْكِنُ رَدُّهُ وِإِنَّمَا جُعِلَ لِلْإِنَسَانِ لِسَانٌ وَاحِدٌ وَأُذُنَانِ حَتَّى يَكُونَ مَا يَسْمَعُ أَكْثَرَ مِمَّا يَتَكَلَّمُ وَهُوَ عَلَى رَدِّ مَا لَمْ يَقُلْ أَقْدَرُ مِنْهُ عَلَى رَدِّ مَا قَدْ قَالَ
1 / 33
١٤ - وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا
يَمُوتُ الْفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ
وَلَيْسَ يَمُوتُ الْمَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ ... فَعَثْرَتُهُ مِنْ فِيهِ تُذْهِبُ نَفْسَهُ
وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَى عَلَى مَهْلِ
1 / 34
بَابُ السُّكُوتِ وَلُزُومِ الْبُيُوتِ
١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ
1 / 35
١٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ الصَّائِغُ قَالَ سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَيْكُمْ بِالصَّوَامِعِ قُلْنَا وَمَا الصَّوَامِعُ قَالَ الْبُيُوتُ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْجُو مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ إِلَّا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ
١٧ - وَكَانَ يَقُولُ لَيْسَ هَذَا زَمَانَ الْكَلَام هَذَا زمَان السُّكُوت وَلزِمَ الْبُيُوتِ
1 / 37
١٨ - وَقَالَ أَيْضًا لِيَكُنْ شُغْلُكَ فِي نَفْسِكَ وَلَا يَكُنْ شُغْلُكَ فِي غَيْرِكَ فَمَنْ كَانَ شُغْلُهُ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ مُكِرَ بِهِ
١٩ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حدثن سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ تَكُونَ لَهُ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا إِلَى إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يُخْبِرُونَهُ بِعِيوبِ نَفْسِهِ وَسَاعَةٌ يُخْلِي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ شَهَوَاتِهَا الَّتِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهَا مِمَّا يَحِلُّ وَيَحْسُنُ فَإِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَوْنًا لَهُ عَلَى السَّاعَاتِ الْأُخَرِ وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِزَمَانِهِ حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَانِهِ وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يُرَى ظَاعِنًا إِلَّا فِي ثَلَاثٍ زَادٍ لِمِعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ
1 / 38
٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ ابْنُ الصَّوَّافِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ إِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءً وَفِتْنَةً وَلَنْ يَزْدَادَ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَنْ تَرَوْا مِنَ الْأُمَرَاء إِلَّا غلطة وَلَنْ تَرَوْا أَمْرًا يَهُولُكُمْ وَيَشْتَدُّ عَلَيْكُمْ إِلَّا حَقَرَهُ بَعْدُ مَا [هُوَ] أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ﵁ اللَّهُمَّ رَضِّنَا مَرَّتَيْنِ
1 / 39
٢١ - وَأَنْشَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ﵇ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ
عَجَبًا لِلزَّمَانِ فِي حَالَتَيْهِ
وَلِأَمْرٍ دُفِعْتُ مِنْهُ إِلَيْهِ ... رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا
صِرْتُ فِي غَيْرِهِ بَكَيْتُ عَلَيْهِ
٢٢ - وَأَنْشَدَ أَيْضا بعض أهل الْعلم مَعْنَاهُ
إِذَا مَا الدَّهْرُ أَوْرَثَنِي انْتِقَاصًا
حَنَوْتُ لَهُ غِمَاصًا لَا انْتِكَاصًا ... وَقُلْتُ لَهُ نَعِمْنَا فِيكَ حِينًا
وَهَذَا الْفِعْلُ مِنْكَ لَنَا قِصَاصًا ... فَطَوْرًا شَاكِرًا مَا كَانَ مِنْهُ
وَطَوْرًا صَابِرًا أَرْجُو الْخَلَاصَا
٢٣ - وَاجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْعُبَّادِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لِيَقُلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي زَمَنِهِ شَيْئًا فَأَنْشَأَ الأول يَقُولُ
إِنْ دَامَ ذَا الدَّهْرُ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى أَحَدٍ ...
مِمَّنْ يَمُوتُ وَلَمْ يُفْرَحْ بِمَوْلُودِ ...
1 / 40
وَأَنْشَأَ الثَّانِي يَقُولُ
هَذَا الزَّمَانُ الَّذِي كُنَّا نُحَذَّرُهُ ...
فِي قَوْلِ كَعْبٍ وَفِي قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودِ ... وَأَنْشَأَ الثَّالِثُ يَقُولُ
أَعْمَى أَصَمُّ مِنَ الْأَزْمَانِ مُلْتَبِسٌ ...
وَفِيهِ لِلنَّفْسِ تَصْويبٌ [بِتَصْعِيدِ] ... وَأَنْشَأَ الرَّابِعُ يَقُولُ
فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَنْجَاةً وَمُدَّخَلًا ...
لَا بُدَّ مِنْهُ وَلَوْ فِي قَعْرِ مَلْحُودِ ...
٢٤ - وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الزَّمَانُ لَا عَيْبَ لَهُ وَلَا ذَمَّ لِأَنَّ اللَّهُ تَعَالَى يُصَرِّفُ أَقْدَارَهُ فِيهِ
٢٥ - وَأَنْشَدَ
نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالْعَيْبِ فِينَا
وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا ... وَقَدْ نَهْجُو الزَّمَانَ بِغَيْرِ جُرْمٍ
وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ بِهِ هَجَانَا ... دِيَانَتُنَا التَّخَادُعُ وَالتَّرَائِي
فَنْحَنُ لَهُ نُخَادِعُ مَنْ يَرَانَا
٢٦ - وَأَنْشَدَ أَيْضًا
أَرَى حُلَلًا تُصَانُ عَلَى رِجَالٍ
وَأَعْرَاضًا تُذَلُّ فَلَا تُصَانُ ... يَقُولُونَ الزَّمَانُ بِهِ فَسَادٌ
وَهُمْ فَسَدُوا وَمَا فَسَدَ الزَّمَانُ
1 / 41
بَابُ مَا يَجِبُ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنُ مِنْ طَلَبِ السَّلَامَةِ وَلُزُومِ الْوَطَنِ
٢٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ الْحَافِظُ ﵀ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ ﵁ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُم فتنا تقطع اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافُرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي
1 / 43
قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا
قَالَ كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ
1 / 44