٩٧- (جواب مسائل كتب بها إلى أهل الثغر في تبيين ما سألوه عنه من المذهب الحق)، وهي موضوع الرسالة التي نحن بصدد تحقيقها وسيأتي الكلام عليها بالتفصيل - إن شاء الله -.
هذا كل ما أثبته ابن عساكر في كتابه التبيين عن كتب الأشعري كما ذكرها الأشعري نفسه وابن فورك.
ويلاحظ أنها جميعًا اشتركت في عدم التنصيص على أهم كتاب وردنا عن الأشعري، وهو ما يمثل عقيدته النقية الصافية التي رجع بها إلى أصول مذهب السلف، وهذا الكتاب هو:
٩٨- (الإبانة عن أصول الديانة) .
وابن عساكر وإن لم ينص عليه فيما استدركه على ابن فورك إلا أنه نقل كثيرًا منه في التبيين، واعتمد عليه في بيان عقيدة الأشعري١، وأشاد به كثيرًا، وبين مكانته في نفوس أتباع الأشعري الملتزمين بمنهجه كالحافظ الصابوني الذي ذكر عنه ابن عساكر أنه كان لا يخرج إلى مجلس درسه إلا بكتاب الإبانة، ويقول: "ما الذي عليّ من هذا؟ الكتاب شرح مذهبه"٢.
وقد ساق ابن درباس في رسالته الذب عن الأشعري عن كثير من العلماء ما يثبت أن هذا الكتاب من تأليفه.
وابن النديم (ت/٣٨١هـ) وهو قريب العهد بالأشعري يذكر أن للأشعري كتابًا اسمه "التبيين عن أصول الدين"٣ ولعله هو الإبانة.
ولفضيلة الشيخ حماد الأنصاري رسالة عن الأشعري - أشرت إليها سابقًا - ذكر فيها نقولًا كثيرة عن أهل العلم في إثبات هذا الكتاب للأشعري، بل إن المستشرق جولد تسيهر عدّ الإبانة رسالة مهمة، ومن الوثائق الأساسية في تاريخ العقائد الإسلامية، وأفاد منه مرارًا في كتابه "محاضرات في الإسلام" وقرر أنه يمثل العرض النهائي لمذهب الأشعري٤.
_________
١ انظر: تبيين كذب المفتري ص ١٥٢.
٢ انظر: تبيين كذب المفتري ص٣٨٩.
٣ الفهرست ص٢٥٧.
٤ انظر: مذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي.
1 / 32