وقال ابن العماد: "ومما بيض به وجوه أهل السنة النبوية، وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية، فأبان به وجه الحق الأبلج، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مرائي"١، ثم ساقها نقلًا عن ابن خلكان، وملخص هذه المناظرة أن الأشعري سأل الجبائي عن ثلاثة إخوة، مات أحدهم بعد تكليفه مستحقًا للجنة والثاني مات بعده مستحقًا للنار، والثالث مات صغيرًا، فحين رأى الصغير منزلة الكبير في الجنة قال لربه: هلا بلغتني منزلة هذا، فقال الجبائي يقول الله له: إني علمت أنك لو كبرت كفرت ودخلت النار، فقال الأشعري للجبائي فإذا قال الذي في النار: فهلا أمتني صغيرًا فماذا يكون الجواب، وعند ذلك انقطع الجبائي ولم يجد جوابًا.
كما نقل ابن عساكر٢ نقولًا كثيرة عن من تقدمه من العلماء في مدح الأشعري والثناء عليه بما يثبت رجوعه إلى مذهب السلف أهل السنة والجماعة، وهكذا فعل السبكي في الطبقات٣.
_________
١ شذرات الذهب ٢/٣٠٣.
٢ انظر: تبيين كذب المفتري ص٩٠ – ١٢٨.
٣ انظر: طبقات الشافعية الكبرى ٣/٣٤٧.
1 / 24