Послание к жителям пограничья
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
Исследователь
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
Издатель
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Номер издания
١٤١٣هـ
Место издания
المملكة العربية السعودية
Жанры
١ ما ذكره الأشعري هنا هو معنى قول الله جل ذكره: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾، (يونس آية: ٩٩) . وقال أيضًا: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (هود آية: ١١٨، ١١٩) . والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًا، كلها دالة على تفويض الأمر لله وأنه سبحانه يفعل ما يشاء. وقد قال ابن جرير في الآية السابقة: "ولو شاء ربك يا محمد لجعل الناس كلهم جماعة واحدة على ملة واحدة، ودين واحد، ثم ساق بسنده إلى قتادة أنه قال: لجعلهم مسلمين كلهم". (انظر تفسير الطبري ١٢/١٤١، وتفسير ابن كثير ٤/٢٣٣، ٢٩٢، والإجماع الآتي) . ٢ سورة الحديد آية: (٢١) . ٣ سورة المائدة آية: (٤١) . ٤ سورة الأحزاب آية: (٣٣) . ٥ انظر ما تقدم ذكره في الإجماع التاسع والعشرين إلى هذا الإجماع، وكله يدل على أن فضل الله يؤتيه من يشاء، فمن أعطاه فهو فضل منه وإحسان ومن منعه فبعدله سبحانه. قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾، وقال: ﴿... ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾، (وانظر في ذلك مجموع الفتاوى ج٨/٧٨- ٨٠، والباب الرابع عشر من كتاب شفاء العليل لابن القيم ص١١٧- ١٤٩، ولوامع الأنوار ج١/٣٣٤- ٣٣٨) .
1 / 153