المبحث الثالث زهده وعبادته
أما عن زهده فقد ساق الخطيب البغدادي بسنده إلى بندار بن الحسن، وكان خادمًا لأبي الحسن قوله: "كان أبو الحسن يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري على عقبه، وكانت نفقته في كل سنة سبعة عشر درهمًا"١. وقد ذكر الدكتور عبد الرحمن بدوي قيمة الدرهم في ذلك الوقت، والناظر فيه يتبين له مدى تقلل الأشعري من الحياة الدنيا٢. وقال فيه الذهبي: "كان قانعًا متعففًا"٣.
وأما عن عبادته، فقد ساق ابن عساكر بسنده إلى أبي عمران موسى بن أحمد الفقيه قوله: "سمعت أبي يقول: خدمت الأمام أبا الحسن بالبصرة سنتين، وعاشرته ببغداد إلى أن توفي ﵀ فلم أجد أورع منه ولا أغض طرفًا، ولم أر شيخًا أكثر حياء منه في أمور الدنيا، ولا أنشط منه في أمور الآخرة"٤.
ومن طريف ما يذكر عنه أنه كان - مع زهده وعبادته فيه دعابة ومزح كبير٥.
_________
١ انظر: تاريخ بغداد ١١/٣٤٧، والتبيين لابن عساكر ص١٤٢.
٢ انظر: مذاهب الإسلاميين ١/٥٠٣، ٥٠٤.
٣ العبر في خبر من غبر ٢/٢٠٣.
٤ التبيين لابن عساكر ص١٤١.
٥ الفهرست لابن النديم ص٢٥٧.
1 / 20