وحين كان إرميا غارقا في أحزانه، وأصبح فريسة للسأم الشديد من الحياة، تنبأ بالمصائب التي ستحل على اليهود، حتى إن يوشيا
28
لم يرغب في سؤاله بل توجه إلى امرأة من هذا الزمان رآها أكثر استعدادا، بفضل طبيعتها الأنثوية، على كشف رحمة الله له (انظر أخبار الأيام الثاني، الإصحاح 34)،
29
ولم يتنبأ ميخا لأخآب بأي خير مطلقا مع أن كثيرا من الأنبياء الصادقين قد تنبأوا به (كما سنرى في سفر الملوك، الإصحاح 20)،
30
بل تنبأ له طيلة حياته بالشرور (انظر الملوك الأول، 22: 8، وبصورة أوضح في أخبار الأيام، 18: 7).
31
كان الأنبياء إذن قادرين، كل حسب تكوينه الجسمي، على قبول هذا الوحي أو ذاك. كذلك اختلف أسلوب كل نبي عن الآخر حسب قدرته البلاغية، فلم تكتب نبوات حزقيال وعاموس بأسلوب رشيق كنبوات أشعيا ونحوم، بل كتبت بأسلوب أكثر خشونة. وإذا أراد أحد علماء اللغة العبرية دراسة أوجه الاختلاف هذه بشيء من التفصيل فعليه أن يقارن بين بعض الإصحاحات في أسفار الأنبياء المتعلقة بالموضوع نفسه، وسيجد اختلافا كبيرا في الأسلوب. ليقارن مثلا الإصحاح الأول من أشعيا رجل البلاط (11-20) مع الإصحاح الخامس من عاموس الريفي (21-24)،
32
Неизвестная страница