ولننتقل الآن إلى سفر دانيال، هذا السفر يحتوي بلا شك على النص نفسه الذي كتبه دانيال ابتداء من الإصحاح 8. أما الإصحاحات السبعة الأولى
28
فلا أعلم مصدرها. ولما كانت باستثناء الإصحاح الأول مكتوبة باللغة الكلدانية،
29
فيمكننا أن نفترض أنها أخذت من كتب الأخبار الكلدانية، ولو أمكن إثبات ذلك بوضوح، لكان شاهدا قويا على صحة الفكرة القائلة بأن الكتاب مقدس من حيث إننا نعرف عن طريقه معاني الأشياء التي يدل عليها، لا من حيث إننا نعرف الكلمات أي اللغة والعبارات التي استعملها في التعبير عن هذه الأشياء، وبأن كتب العقائد أو التاريخ التي تحتوي على تعاليم طيبة تكون أيضا مقدسة، أيا كانت اللغة التي كتبت بها، والأمة التي خاطبتها. وعلى أية حال، نستطيع على الأقل أن نذكر أن هذه الإصحاحات قد دونت بالكلدانية، وأن ذلك لم يقلل من قدسيتها بالنسبة إلى الأسفار الأخرى في التوراة.
ويرتبط سفر عزرا بسفر دانيال هذا على نحو يسهل معه إدراك أن كاتبهما واحد استمر في كتابة تاريخ اليهود منذ وقوعهم في الأسر الأول، ولا أتردد في ربط سفر إستير بسفر عزرا هذا؛ لأن السياق الذي يبدأ به لا يشير إلى سفر آخر ولا ينبغي أن نعتقد أن سفر إسيتر هذا هو الكتاب نفسه الذي دونه مردخاي،
30
ففي الإصحاح 9، الآيات 20-22
31
يذكر المؤلف أن مردخاي كتب رسائل ويعرفنا بمحتواها، كما يقص علينا في الآية 31 من الإصحاح نفسه
Неизвестная страница