59
إلا شرحين، ويتوهم أنهما يرجعان إلى عصر عزرا؛ لأن الاعتقاد قد ساد بأن عزرا هو كاتب هذه التعليقات. ومهما يكن من شيء فلو كانت هناك ثلاثة أصول لأمكننا أن نتصور بسهولة اتفاق اثنين منها دائما على الفقرة نفسها، ويكون غريبا حقا أن توجد للفقرة نفسها ثلاث صياغات مختلفة في ثلاثة أصول، فأي قدر إذن ذلك الذي سبب هذا النقص في الأصول بعد عزرا؟ إن المرء لن يعود يدهش لذلك لو قرأ فقط الإصحاح الأول من سفر المكابيين الأول أو الفصل الخامس من الكتاب الثاني عشر من «تاريخ اليهود القديم» ليوسف، بل إنه ليبدو معجزا حقا أن يكون قد أمكن الاحتفاظ بهذا العدد القليل من النسخ بعد كل هذا الاضطهاد الطويل، وهو ما لا يمكن أن يشك فيه - على ما أعتقد - كل من قرأ هذا التاريخ بقدر ولو ضئيل من الانتباه. هذه هي إذن الأسباب التي تجعلنا لا نجد أكثر من قراءتين في أي مكان، وبالتالي، فلا يمكننا من هذا العدد القليل - أي القراءتين - أن نستنتج أن الفقرات التي تشرحها هذه التعليقات في التوراة قد كتبت خطأ عن قصد لتدل على سر ما. أما الحجة الثانية القائلة بأن النص يخطئ في بعض الأحيان إلى حد نستطيع معه التردد في الاعتقاد بأنه مخالف للاستعمال الجاري في كل العصور، وبالتالي فقد كانت المسألة، بسهولة، هي مسألة تصحيح للنص، لا وضع تعليق في الهامش، هذه الحجة لا أهتم بها كثيرا، فأنا لا أصر على معرفة أي نوع من الاحترام الديني أجبر النساخ على عدم تصحيح النص. وربما قاموا بدافع من النزاهة، حتى ينقلوا التوراة للخلف كما هي بهذا العدد القليل من الأصول، وأرادوا أن يصوروا التعارض بين الأصول على أنه تنوع في الصيغة، وليس قراءات مشكوكا فيها. والواقع أنني لم أسمها قراءات مشكوكا فيها إلا لأني في أغلب الأحيان لا أعلم حقيقة أيهما أفضل. وبالإضافة إلى هذه القراءات المشكوك فيها نبه النساخ (بتركهم مسافة خالية في وسط الفقرة) إلى فقرات كثيرة منقوصة يحصيها الماسوريون بثمان وعشرين فقرة منقوصة. ولا أدري إن كان هذا العدد في رأيهم يدل بدوره على سر، على أن الفريسيين، على الأقل، يراعون، بتقديس ديني، مقدار هذه المسافة الخالية. ويوجد مثال في «التكوين» (إذ إنني أود أن أعطي مثالا واحدا) (4: 8) يقول فيه النص: «وقال قايين لهابيل أخيه ... فلما كان في الصحراء قايين ... إلخ.» وهنا لا نستطيع أن نعلم ماذا قال قايين لأخيه؛ فها هنا جزء مفقود، وقد ذكر النساخ ثمانية وعشرين جزءا قد فقدوا من هذا النوع (بالإضافة إلى ما ذكرناه من قبل)، ومع ذلك، لا يبدو كثير من هذه الفقرات المذكورة منقوصة لو لم تكن هذه المسافة الخالية قد تركت، ولكن حسبنا ما قلناه في هذا الموضوع.
الفصل العاشر
فحص باقي أسفار العهد القديم بالطريقة نفسها
أنتقل الآن إلى أسفار العهد القديم الأخرى، ففيما يتعلق بسفري الأخبار لن أقول شيئا يقينيا ذا قيمة سوى أنهما قد كتبا بعد عزرا بمدة طويلة، وربما بعد أن أعاد يهوداس المكابي
1 ⋆
بناء المعبد؛ إذ يخبرنا الراوي في الإصحاح 9 من السفر الأول عن الأسر التي كانت تسكن أورشليم في الأصل (أي في زمان عزرا) وبعد ذلك يذكر في الآية 17 أسماء «حراس الباب»
2
الذين ذكر منهم اثنان في نحميا أيضا (11: 19)،
3
Неизвестная страница