Трактат о теологии и политике

Хасан Ханафи d. 1443 AH
145

Трактат о теологии и политике

رسالة في اللاهوت والسياسة

Жанры

25

لذلك أمر بالمحافظة دينيا على سفر العهد الثاني للأجيال المقبلة، وكذلك بالمحافظة على النشيد الذي يخص القرون التالية كما أشرنا من قبل. ولما لم يكن من الثابت أن موسى قد كتب أسفارا أخرى سوى هذه الأسفار، ولم يوص بنفسه بالمحافظة دينيا للأجيال القادمة إلا على سفر التوراة الصغير والنشيد، وأخيرا، لما كانت توجد نصوص كثيرة من الأسفار الخمسة لا يمكن أن يكون موسى كاتبها، فإن أحدا لا يستطيع أن يؤكد، عن حق، أن موسى هو مؤلف الأسفار الخمسة، بل على العكس، يكذب العقل هذه النسبة. وقد يسألني سائل: هل كتب موسى، زيادة على هذين النصين، الشرائع التي أعطيت له في الوحي الأول؟ ألم يكتب موسى طوال أربعين سنة شرائع أخرى سوى هذا العدد القليل الذي ذكرت أنه متضمن في سفر العهد الأول؟ وأجيب قائلا: حتى لو سلمت بأنه مما يبدو متفقا مع العقل أن يكون موسى قد كتب الشرائع في الوقت نفسه وفي المكان نفسه الذي أوحيت إليه فيه، فإني مع ذلك أنكر إمكان تأكيد ذلك لهذا السبب؛ فقد بينا من قبل أننا لا ينبغي أن نسلم في مثل هذه الحالات إلا بما يثبته ذلك الكتاب نفسه، أو ما يستنبط كنتيجة مشروعة من الأسس التي يقوم عليها؛ إذ إن الاتفاق الظاهر مع العقل ليس دليلا.

26

وأضيف إلى ذلك، أن العقل لا يضطرنا إلى التسليم بهذا؛ فمن الجائز فقط أن مجلس موسى كان يسلم الشعب كتابة الشرائع التي كان يسنها موسى، والتي جمعها المؤرخ في وقت متأخر وأدخلها في مكانها من سيرة موسى. هذا فيما يتعلق بأسفار موسى الخمسة وعلينا الآن أن نفحص الأسفار الأخرى.

سنبرهن لأسباب مماثلة على أن سفر يشوع ليس من وضع يشوع نفسه، بل إن شخصا آخر هو الذي شهد ليشوع بأن شهرته قد طبقت آفاق الأرض (انظر: 6: 27)،

27

وبأنه لم يغفل شيئا مما أوصى به موسى (انظر الآية الأخيرة من الإصحاح 8، والإصحاح 9: 15)

28

وبأنه عندما تقدم به السن دعا الجميع إلى المجمع ثم قضى نحبه. وفضلا عن ذلك، فإن الرواية تمتد إلى الوقائع التي حدثت بعد موته؛ إذ أنه يذكر على وجه التحديد أنه بعد موته كان الإسرائيليون يعظمون الله ما عاش المسنون الذين عرفوا يشوع ويذكر الإصحاح 16، الآية 10 أنهم أي (أفرائيم ومنسي): «لم يطردوا الكنعانيين المقيمين بجازر.» (ويضيف) «فأقام الكنعانيون بين أفرائيم إلى هذا اليوم وكانوا عبيدا يؤدون الجزية.» وتوجد هذه الرواية نفسها في سفر القضاة (الإصحاح الأول)،

29

Неизвестная страница