وطهرهم تطهيرا». فدعا لهم دعوة خصهم بها. ولما كانت المباهلة بالنساء والأبناء والأنفس دعا هؤلاء.
ولفظ "الأنفس" يعبر بها عن النوع الواحد، كما قال تعالى: ﴿لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا﴾، وقال تعالى: ﴿فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم﴾ أي: يقتل بعضكم بعضا، وقوله: «أنت مني وأنا منك» ليس المراد أنه من ذاته، ولا ريب أن أعظم الناس قدرا من الأقارب هو علي ﵁، فله من مزية القرابة والإيمان ما لا يوجد لبقية القرابة والصحابة، فدخل بذلك في المباهلة. وذلك لا يمنع أن يكون في غير الأقارب من هو أفضل منه؛ لأن المباهلة وقعت بالأقارب، فلهذا لم يباهل بأبي بكر وعمر وعثمان ﵃ ونحوهم.
1 / 51