Рисала фи аль-Калам 'ала Ахкам Хабар аль-Вахид ва-Шара'итуху - включено в «Асары аль-Му'аллми»

Абд ар-Рахман аль-Муаллими аль-Ямани d. 1386 AH
23

Рисала фи аль-Калам 'ала Ахкам Хабар аль-Вахид ва-Шара'итуху - включено в «Асары аль-Му'аллми»

رسالة في الكلام على أحكام خبر الواحد وشرائطه - ضمن «آثار المعلمي»

Исследователь

محمد عزير شمس

Издатель

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٤ هـ

Жанры

[ص ٨] الفصل الثالث المعنى الذي لأجله وجب العمل بخبر الواحد لا نزاعَ أن مدار وجوب العمل بخبر الواحد على إفادته الظن. وقد دلَّ عليه قول الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: ٦]. فعلّل وجوب التبيُّن في خبر الفاسق بأن العمل به بلا تبيُّن أخذٌ بجهالة، والجهالة عدم العلم، وهي هاهنا عدمُ العلم الذي هو الظن؛ لأن الآية قد دلّت على أنه لا يجب التبيُّن في خبر العدل، فدلَّ ذلك أن الأخذ به ليس أخذًا بجهالة، وقد عُلِم أنه يفيد الظن. ولكن هنا احتمالان: الأول: أن تكون إفادة الظن هي العلة. الثاني: أن تكون هي الحكمة، والعلة ضابطها، وهو نفس إخبار الثقة. وذكر بعض أهل العلم أن الأول قد يُنقَض بخبر بعض الصبيان المميّزين، وبعض الكفّار، وبعض الفسّاق. فقد يكون الصبي المميّز أديبًا ذكيًّا نشأ على الصدق والأمانة والتدين، يُعرف منه شدةُ الحرص على الصدق والتباعد عن الكذب. وكذلك بعض الفسّاق بنحو شرب الخمر، قد يكون معروفًا بالصدق، شديدَ الحرصِ عليه والتباعدِ عن الكذب في أمور الناس، فضلًا عن الكذب على النبي ﵌. وكذلك بعض الكفار قد يكون معروفًا بتحرِّي الصدق وتجنُّب الكذب.

19 / 144