Нежность и плач Ибн Кудамы

Ибн Кудама аль-Макдиси d. 620 AH
19

Нежность и плач Ибн Кудамы

الرقة والبكاء لابن قدامة

Исследователь

محمد خير رمضان يوسف

Издатель

دار القلم،دمشق،الدار الشامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Место издания

بيروت

عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ زِينَتِهَا إِلا التَّاجُ وَالإِكْلِيلُ، وَجَعَلَ لا يَسْتَتِرُ بِشَيْءٍ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ إِلا سَقَطَ عَنْهُ، فَالْتَفَتَ إِلَى حَوَّاءَ بَاكِيًا، وَقَالَ: اسْتَعَدِيِّ لِلْخُرُوجِ مِنْ جِوَارِ اللَّهِ، هَذَا أَوَّلُ شُؤْمِ الْمَعْصِيَةِ. قَالَتْ: يَا آدَمُ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِبًا. وَذَلِكَ أَنَّ إِبْلِيسَ قَاسَمَهُمَا عَلَى الشَّجَرَةِ، وَآدَمُ فِي الْجَنَّةِ هَارِبًا، اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ شَجَرَةٌ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا، فَظَنَّ آدَمُ أَنَّهُ قَدْ عُوجِلَ بِالْعُقُوبَةِ، فَنَكَّسَ رَأْسَهُ يَقُولُ: الْعَفْوَ الْعَفْوَ. فَقَالَ اللَّهُ ﷿: يَا آدَمُ أَفِرَارًا مِنِّي؟ قَالَ: بَلْ حَيَاءً مِنْكَ سَيِّدِي. فَأَوْحَى اللَّهُ ﷿ إِلَى الْمَلَكَيْنِ: أَخْرِجَا آدَمَ وَحَوَّاءَ مِنْ جِوَارِي فَإِنَّهُمَا قَدْ عَصَيَانِي، فَنَزَعَ جِبْرِيلُ ﵇ التَّاجَ عَنْ رَأْسِهِ، وَحَلَّ مِيكَائِيلُ الإِكْلِيلَ عَنْ جَبِينِهِ، فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ مَلَكُوتِ الْقُدْسِ إِلَى دَارِ الْجُوعِ وَالْمَسْغَبَةِ، بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ مِائَةَ سَنَةٍ، قَدْ رَمَى بِرَأْسِهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، حَتَّى نَبَتَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَأَشْجَارًا مِنْ دُمُوعِهِ، حَتَّى نَقَعَ الدَّمْعُ فِي نُقَرِ الْجَلَاهِمِ وَأَقْعِيَتِهَا، فَمَرَّ بِهِ نَسْرٌ عَظِيمٌ قَدْ أَجْهَدَهُ الْعَطَشُ،

1 / 61