فقالت: «أوه، إنها مع بيلا.» كانت بيلا هي الطاهية. وتابعت: «سآخذها منها بعد تناول الشاي إن كنت تريد الاطلاع عليها.»
مرت عليه لحظة من لحظات نفاد الصبر اللاذع منها. كانت راضية عن نفسها بإفراط. وكانت سعيدة للغاية، هنا في معقلها الآمن، مع طاولة الشاي المحملة، وطبقة الشحم الصغيرة المكتنزة تحت حزامها، وطفليها المتمتعين بالصحة، وزوجها اللطيف تومي، وشعورها بالأمان. سيكون من المفيد لها أن تقاتل بعض الشياطين؛ أن تؤرجح في الفضاء وتكون معلقة فوق حفرة بلا قرار بين الحين والآخر. لكن عبثيته أنقذته، وعرف أن الأمر لم يكن كما تصوره. لم يكن ثمة رضا في شعور لورا بالسعادة، ولم تكن بلدة كلون ملاذا من الحقائق. كان كلبا الرعي الصغيران، اللذان كانا يرحبان بهم عند بوابة الطريق في عاصفة من جسدين باللونين الأبيض والأسود وذيلين يهتزان بشدة فرحا، كانا فيما مضى يناديان موس أو جلين أو تريم أو شيئا من هذا القبيل. اليوم، لاحظ أنهما استجابا لاسمي تونج وزانج. منذ أمد بعيد كانت مياه نهر تشيندوين تتدفق لتصب في نهر تورلي. لم تعد توجد أبراج عاجية.
قالت لورا: «لدينا صحيفة «ذا تايمز»، بالطبع، لكنها دائما ما تكون طبعة الأمس؛ لذا ستكون قد طالعتها.»
سأل وهو يجلس إلى الطاولة: «من هو وي آرتشي؟»
قال تومي، وهو يقضم النصف العلوي من كعكته الساخنة، ويلعق ما تسرب منها من عسل: «أقابلت آرتشي براون؟» «أذاك اسمه؟» «كان كذلك. ومنذ أن نصب نفسه بطل جايلدوم (المرتفعات والجزر الاسكتلندية) وهو يطلق على نفسه اسم جيلسبوج ماك أبروثين. إنه مكروه للغاية في الفنادق.» «لماذا؟» «كيف كنت ستدرج شخصا يدعى جيلسبوج ماك أبروثين في سجلاتك؟» «ما كنت سأرغب في أن يقيم في فندقي على الإطلاق. ما الذي يفعله هنا؟» «إنه يكتب قصيدة ملحمية باللغة الغيلية، على حد قوله. لم يكن يفقه أي شيء عن اللغة الغيلية منذ زهاء عامين؛ لذا لا أظن أن تلك القصيدة يمكن أن تكون ذات قيمة. كان الرجل ينتمي إلى المناطق التي تتحدث تلك اللغة التي يسود فيها استخدام كلمات من قبيل كلييش-كلافرز-كلاتر. كما تعرف، أولئك الذين يتكلمون اللغة الاسكتلندية. كان واحدا منهم لسنوات. لكنه لم يحقق الكثير. كانت المنافسة حادة للغاية. لذا قرر أن اللغة الاسكتلندية هي مجرد لهجة وضيعة ومستهجنة للغاية من لهجات اللغة الإنجليزية، وأن لا شيء يضارع العودة إلى «اللغة القديمة»؛ إلى لغة حقيقية. لذلك «لازم» صراف بنك في جلاسكو، شاب من يويست، واجتهد في تعلم بعض اللغة الغيلية. إنه يأتي إلى الباب الخلفي ويتحدث إلى بيلا بين الحين والآخر، لكنها تقول إنها لا تفهم أي شيء مما يقول. وتظن أنه «مختل العقل».»
قالت لورا بحدة: «لا يوجد خطب في عقل آرتشي براون.» واستطردت: «لو لم يكن يتمتع بالذكاء الذي مكنه من أن يبتدع هذا الدور لنفسه، لكان الآن مدرسا في مدرسة في مكان بائس ناء، وما كان حتى مفتش المدرسة سيعرف اسمه.»
قال جرانت: «إنه لافت للنظر بفجاجة على أرض سبخة، على أي حال.» «بل إنه أسوأ من ذلك على رصيف أي من الشوارع. إنه مثل واحدة من تلك الدمى التذكارية المريعة التي يشتريها السياح ويعودون بها إلى أوطانهم، وانتماؤه إلى اسكتلندا تقريبا بنفس قدر انتماء تلك الدمى إليها.» «أليس اسكتلنديا؟» «لا. لا تسري في عروقه ولا حتى قطرة دم اسكتلندية واحدة. فوالده من ليفربول، وأمه من أوهانراهان.»
فقال جرانت: «من الغريب أن جميع الوطنيين الأشد تعصبا أجانب.» وأضاف: «لا أظن أنه سيحظى بتقدير كبير من كارهي الأجانب أولئك؛ أعني الغيليين.»
فقالت لورا: «لديه عائق أسوأ من ذلك.» «وما هو؟» «لهجة جلاسكو التي يتكلم بها.» «أجل. إنها منفرة بقدر كبير.» «لم أقصد ذلك. أقصد أنه في كل مرة يفتح فيها فمه يتذكر مستمعوه إمكانية أن يحكمهم أحد من جلاسكو: والموت أهون من ذلك المصير.» «حين كان يتحدث عن جمال الجزر الغربية ذكر رمالا «تغني». هل تعرفان أي شيء عنها؟»
فقال تومي بغير اهتمام: «يبدو لي ذلك.» وأردف: «إنها في بارا أو بيرنيراي أو في مكان ما.» «قال إنها في كلادا.» «أجل، لعلها كلادا. أتظن أن ذلك القارب في بحيرة لوخان دهو سيصمد موسما أو موسمين آخرين؟»
Неизвестная страница