Мужчины власти и управления в Палестине: от времен праведных халифов до четырнадцатого века хиджры
رجال الحكم والإدارة في فلسطين: من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري
Жанры
ولسنا نتعرض في هذا البحث إلا إلى الذين تولوا الحكم، سواء أكان مركز الإدارة العامة المدينة، أو دمشق، أو بغداد، أو القاهرة، أو الآستانة.
وليس في الإمكان أن نسجل أسماء جميع رجال الحكم والإدارة لفقدان المصادر، ولكننا نرجو أن نكون قد أتينا على ذكر أهم الأمراء والحكام، من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري.
ويرى القارئ أن فلسطين أصبحت مقاطعة مصرية، في عهد أحمد بن طولون، والإخشيديين، والفاطميين، والمماليك البحريين، والبرجيين، والعلويين (1830-1840م) ثم عادت إلى حظيرة الدولة، الدولة العثمانية، حتى سنة 1917م.
وفي القرن الخامس الهجري غزا الصليبيون سوريا وفلسطين، وملكوا القدس سنة 492ه، وظلوا فيها حتى سنة 583ه، يوم فتحها صلاح الدين، ثم تطورت الحالة في عهد المماليك، وملكها الصليبيون مدة قليلة، وعادوا فخرجوا منها وظلوا كذلك إلى أن قضى عليهم قضاء مبرما الظاهر بيبرس (1260-1277م) ومن بعده الملك المنصور قلاوون (1279-1290م) وولده الأشرف خليل (1290-1293م) ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك.
ويتبين من هذا أن فلسطين ظلت مقاطعة مصرية تحكم من القاهرة، وتتأثر بمدنية الدول المصرية وثقافتها قرابة 657 سنة، أضف إلى ذلك أنها أصبحت مصرية مرة أخرى، في عهد محمد علي باشا الكبير، يوم فتحها إبراهيم باشا، وبقي حاكما فيها من (1830-1840م).
فنظم أمورها ، ووطد الأمن، ونشر العدل، وحكم البلاد حكما فعليا. فكان عهده مبدأ تنبه ويقظة سبق النهضة الحالية، بل وضع أسسها.
وفي عهد العثمانيين غزا نابليون فلسطين سنة 1789م، واحتل إبراهيم باشا المصري فلسطين وسوريا.
ولم يقتصر حكم إبراهيم باشا على إصلاحات إدارية ومالية واسعة النطاق، على الرغم من اشتغاله بالحروب والثورات، ومحاربة رجال الإقطاع في البلاد، وعلى نشر العدل والمساواة بين أهل البلاد، بل تعدى ذلك إلى إصلاحات عمرانية، كترميم حمامات طبرية، وأسوار عكا، وبناء القلاع على الطريق بين القدس ويافا، وبناء القشلاقات لإيواء العساكر محافظة على الأمن.
ثم إن الحكم المصري، الذي لم يطل أكثر من عشر سنين، قد ترك آثارا أخرى أجل من جميع ما ذكر، ذلك أن كثيرين من عساكر إبراهيم باشا، وقواده، وموظفيه لم يبرحوا البلاد، كما أن هذا الحكم قد جذب المئات، بل الألوف من المصريين للسكنى في فلسطين، وإنك لتتبين هذا في العروق والقبائل والعائلات المصرية التي استوطنت غزة، ويافا، والرملة، واللد، ونابلس، والقدس، والخليل، وقرى فلسطين من أدناها إلى أقصاها، ولا تزال هذه العروق تحمل الأسماء المصرية والسحن المصرية إلى يومنا هذا.
وفلسطين بلاد لها خطورتها في نظر العالم الإسلامي، من الناحية الدينية، لوقوع أولى القبلتين وثالث الحرمين فيها، ولكونها مشرفة بإسراء الرسول، وقد كانت ولا تزال تحتل مركزا رئيسيا في التاريخ العربي الإسلامي، وهي بمثابة القلب من البلدان العربية.
Неизвестная страница