فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ،
ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم . لقد أقر الإسلام استحالة العدل؛ وبالتالي فقد أقر عدم الزواج بأكثر من واحدة. •••
الفنانون في كازاخستان طبقة مميزة كالأطفال والعلماء ورجال الحزب، وفي الساعة السابعة مساء ينطلق الناس من بيوتهم إلى المسارح وقاعات الموسيقى وعروض الباليه والرقص الشعبي والغناء، وفي الليلة الأخيرة في «الماتا» جلسنا نستمع إلى بلبل كازاخستان «ببي بول»، وهي شابة جذابة لها عينان سوداوان وشعر أسود وملامحها تشبه المصريات، وغنت ببي بول على نغمات «الدومبرا» وهي آلة موسيقية شعبية تشبه العود في شكلها وأنغامها وطريقة العزف عليها.
وبعد الغناء قدمنا الزهور كعادة السوفييت إلى المغنية ، وجلست معنا ببي بول إلى المائدة، وشربنا نخب صوتها الجميل، وكانت تتقبل الإعجاب والتهاني ببريق خاطف في عينيها يشبه الدموع وسألتها: هل رأيت القاهرة؟
وقالت بلغتها الكازاكية بضع كلمات لم أفهمها.
وترجم «عبد الكريم» - أحد كتاب كازاخستان - كلماتها من الكازاكية إلى الروسية، وترجمت «ماتاشا» الكلمات الروسية إلى الإنجليزية، وأخيرا استطعت أن أفهم ما الذي قالته، قالت إنها رأت القاهرة وقابلت أم كلثوم وأنها أحبت صوتها حبا شديدا. •••
سافرنا بالطائرة ذات الأربعة محركات من الماتا إلى طشقند (عاصمة أزبكستان)، وكان الجو صحوا ودافئا والشمس كشمس مصر، والملامح أيضا تشبه ملامح مصر، ولهم عادات المسلمين وبعض طباعهم، والفلاحون في المزارع الجماعية يرتدون طاقية تشبه طاقية العرب، ولولا اختلاف اللغة لظننت أنني في مصر. وطفنا بمتاحف المدينة وتماثيلها ودخلنا قاعات الموسيقى والمكتبات والمسارح ومعاهد الأبحاث والمصانع ودور الحضانة والمستشفيات ومعسكرات الأشبال والشباب، وقال لنا المرشد إنهم زرعوا الجبل بالغابات، واستخرجوا المعادن من باطن الأرض، وبعد سنتين فقط ستنتج أزبكستان وحدها 70٪ من ذهب الاتحاد السوفييتي، وأحدثوا طرقا جديدة في الزراعة، أنزلوا المطر الصناعي في بعض المزارع الجماعية، وانتخبوا أنواعا جديدة من الفواكه، عندهم الآن 1200 نوع من العنب فقط، وعندهم 26 معهدا لأبحاث الفواكه فقط، وينتجون كل أنواع المشروبات والنبيذ.
ثم أخذونا إلى مائدة طعام نصبت بجوار البحر، يشبه بحر الإسكندرية. لا أرى الشاطئ الآخر وإن أطلت التحديق. لكنه بحر بلا أمواج كبحيرة قارون في الفيوم، وقالوا لنا إنه إحدى البحيرات الصناعية في أزبكستان.
وارتدى بعض الأدباء بدل السباحة وقفزوا إلى الماء، واتكأ الأديب السوفييتي «سوفرونونف» على كتف زوجته وراحا يغنيان معا أغاني موسكو، ورقصت «ناتاشا» رقصة طشقند الشعبية.
وأمسك الأديب الهندي «ملك راج أندند» بيد «لاريسا» وراح يقرأ لها الكف، واستطعت أن ألتقط جزءا من الحوار دار بينهما.
Неизвестная страница