وقال الزوج: لكنها فعلا عادة بشعة، وبعض الناس الآن يثورون عليها ويطالبون بتغييرها. وقالت الزوجة: بعضهم يطلبون في وصيتهم ألا تأكلهم الطيور، ويحرقون أو يدفنون، لكن هؤلاء يتعرضون لغضب الآلهة وغضب رجال الدين الفارسي الذين يرفضون الصلاة على أجسادهم، وتدفن بغير بركة رجال الدين.
وضحك الزوج قائلا: رجال الدين يحافظون دائما على أية عادات دينية من أجل أن يعيشوا وتكون لهم وظيفة وأجر، أنا شخصيا أفضل أن تدفن جثتي دون بركة هؤلاء الرجال. •••
في بلدة صغيرة شمال بومباي واسمها «بارودا» ركبنا العربة «الجيب» لنزور بعض القبائل الهندية التي تعمل في ضرب الطوب أو تحويل الرمال من قاع الأنهار الجافة إلى اللوريات، رافقنا في الرحلة شاب هندي اسمه سامانتا، عمره 33 عاما ودرس الكيمياء في بولندة ثم عاد إلى الهند واشتغل في أحد المصانع الكيماوية في بارودا.
سارت بنا العربة «الجيب» ساعات طويلة فوق شوارع رملية أو صخرية مليئة بالحفر والمطبات، كان الحر شديدا، وكدت أطلب العودة من حيث أتيت، لولا أن حديثا بدأ بين الشاب الهندي وبيني أنساني طول الطريق ووعورته.
لاحظت أن الشاب يرتدي حول عنقه شيئا أشبه «بالدوبارة» فسألته عنها فقال: هذه «الدوبارة» يلبسها الرجل قبل الزواج ليصبح مقدسا، قبل أن يلبس هذه الدوبارة يمكنه أن يفعل ما يشاء ويتصل بأية امرأة، ولكن بعد أن يلبسها يصبح مقدسا ولا يقرب أية امرأة إلا زوجته، وهو لا يخلع هذه الدوبارة عن عنقه طوال حياته.
وسألته: وهل تلبس النساء مثل هذه الدوبارة أيضا؟
وقال الشاب: لا، النساء لا يصبحن قديسات أبدا.
وسألته: لماذا؟
قال: لأنهن نساء.
قلت: وما هي الميزات التي يحصل عليها الرجل ذو الدوبارة؟
Неизвестная страница