* الفصل العشرون
* الوصول الى البصرة ... واخبار عن الصابئة
... في مطلع شهر آب (1658) وصلنا الى البصرة ، فعلمت ان مبعوث السلطان العثماني (1) كان قد وصل قبل فترة وجيزة الى المدينة ، فذهبت لزيارته يرافقني ترجمان يهودي ، وقدمت له لوحة جميلة تمثل شجرة الاناناس ، وهي شجرة مثمرة معروفة في الهند وكان قد طلبها مني اذ كان برفقتي على السفينة «عمادي Amadi » ، فاعجب بها ، لقد رايت الرجل مضطربا ، واخذ يستفسر مني عن اخبار حلب واسطنبول ، وكان خائفا جزعا. وقد سمعت عنه انه ذهب في منتصف الليل بصورة متخفية ودون حرس الى بيت احد الافرنج ليستشيره ... ثم زاره قبطان السفينة «عمادي» وقائدها ، فقدم لهما هدايا حسنة : رداء من الاطلس المطرز الجميل ، وقطعا من الديباج المقصب من عمل احمد اباد ، ومناديل اسطنبولية منقوشة ...
قبل مدة قصيرة قام الباشا بزيارة ديرنا في تلك المدينة ، وقد دخل الكنيسة ... ثم البستان فراها يابسة ، فاستفسر عن السبب ، فقيل له : قلة الماء ، فامر في اليوم التالي ان تشق على نفقته ترعة من النهر الى داخل البستان مباشرة فتم العمل في فترة وجيزة ، كما انه سمح للاب منصور ، الذي كان صديقه ، ان يشيد غرفا جديدة ، من اجل راحته ، ولفائدة الدير ، وهذا ما حدث فعلا.
ان جد هذا الوالي يدعى شاهر او قاه Ka وهو اول من اغتصب الولاية وجعلها وراثية (2).
Страница 53