Первое путешествие в поисках истоков Белого моря: Белый Нил
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض: النيل الأبيض
Жанры
الأربعاء 20 رمضان: في الساعة الثالثة من الصباح استأنفنا المسير، فكانت ضفتا النهر والجزر المذكورة في الجدول مغطاة كلها بأشجار الميموزا، واتضح لنا أن جزيرة صباح كانت أطول هذه الجزر التي تبتدئ عندها مواطن الشلك. ولم يكن من شاغل لهؤلاء سوى صيد فرس البحر والتماسيح، إلا أن قبيلة البخارة (لعلها البقارة) قد اعتادت في كل صيف أن تنزل بجوار النهر، فكثيرا ما ينشب القتال بين الشلك وبينها ويستولون على مواشيها. ويمتاز الشلك بميلهم الشديد إلى القتال والتفوق فيه على الأعداء، وهو ما يرجع سببه إلى مهارتهم في السباحة وامتلاكهم العدد العظيم من الزوارق الصغيرة. وبعد غروب الشمس ألقينا مراسينا وسط النهر تجاه جزيرة شوال.
الخميس 21: في الساعة الأولى من الصباح تحركنا للرحيل، فكانت ضفتا النهر والجزر المبينة في الجدول مغطاة إلى حيث وصلنا في الساعة السادسة بأشجار الميموزا. وحدث أن القارب رقم 11 قد نفذ فيه الماء، فاضطررنا إلى الوقوف نحو ساعتين لإصلاحه وترميمه. وفي الساعة الثامنة وصلنا إلى منتهى جزيرة صباح، فرأينا أن ضفتيه والجزر المبينة في الجدول تحتوي بعض أشجار الميموزا وكثيرا من الأدغال والحشائش. وفي الساعة العاشرة لما مررنا بجهة مخاط أبو زيد كنا في نقطة من النهر يبلغ عمق الماء فيها قامتين. وفي جهة الغرب كانت توجد قبيلة الخلفية وهي جزء من حكومة كردفان، وقد رأينا بها أسودا كثيرة، وعلى الضفة الشرقية كانت حكومة عبود، فألقينا المراسي وسط النهر لقضاء الليلة به.
الجمعة 22: في ساعة رحيلنا صباحا دخل الماء بكثرة في إحدى ذهبياتنا فغمر قسما كبيرا من مؤننا وذخائرنا، فأخرجنا عندئذ كل ما كانت تحتويه من الأشياء، وقضينا يومين في إصلاح الذهبيات وتجفيف الأدوات وتنظيفها.
الأحد 24: استأنفنا المسير صباحا، فشهدنا في الجزر المبينة بالجدول وعلى ضفتي النهر بعض أشجار الميموزا والتمر هندي وغابات كثيرة من مختلف الأشجار وأدغالا متفرقة على مسافات متفاوتة.
وفي الساعة الرابعة شهدنا بالضفة الشرقية على مسافة ستة أميال من جبل النفور وفي جزيرة مصران جملة من أفراس البحر يتبع بعضها بعضا، ولاحت لنا على الضفة الغربية قبيلة البقارة ترعى بقرها. وفي الساعة الخامسة شهدنا جزيرة الزلاف، وكان بها عدد عظيم من أفراس البحر. وفي الساعة العاشرة رأينا في نهاية جزيرة مصران عشة خالية من السكان، وبالنظر لهجوم الليل ألقينا المراسي وسط النهر وقضينا الليل.
الاثنين 25: في الساعة الأولى صباحا برحنا الطرف الجنوبي من جزيرة مصران، ومع أن موقعها إلى الجانب الشرقي من النهر فقد رأينا تجاهنا على الضفة الغربية الجزر المذكورة في الجدول.
وفي الساعة الثالثة لمحنا جهة الشرق جبل جماتي الصغير، ومررنا بالجزر الواقع بعضها نحو شرق النهر والبعض الآخر نحو غربه، وهي مذكورة بالجدول، وكان بها بعض أشجار الميموزا وأصناف متنوعة من الأدغال. وشهدنا على مسافة عظيمة من الضفة الشرقية قبيلة البقارة، أما على الضفة الغربية فكانت تبتدئ المساكن الآهلة بقبيلة الدنكا. فدنونا من الضفة الشرقية لأخذ حاجتنا من الحطب، ثم رتبت أسطولنا الصغير بحيث يتألف منه خطان متوازيان، وأمرت بإلقاء المراسي. وقد توفي في الليل ريس الذهبية رقم 3 واسمه ابن حسونة.
الثلاثاء 26: قبيل الصباح باشرنا دفن الريس المومأ إليه. وكانت الريح ساكنة، فلم نستأنف المسير إلا في الساعة الخامسة، ولم نر حتى الساعة العاشرة سوى بعض أشجار الميموزا والتمر هندي والغابات المؤلفة من الأشجار المختلفة، ولكن ضفتي النهر والجزر المذكورة في الجدول كانت كلها بعد ذلك مغطاة بالأدغال. ولمحنا على الضفة الشرقية عائلات متفرقة من قبيلة الدنكا وبعض الفيلة. فلما جن الليل ألقينا مراسينا وسط النهر.
الأربعاء 27: قبيل الصبح كانت الريح قد سكنت تماما فلا يشعر بهبوبها أحد، فاستأنفنا المسير في طريقنا بواسطة المجاديف. وفي الساعة السابعة شعرنا بالحاجة إلى الحطب، فدنونا من الضفة الشرقية، حيث أخذنا منه ما يلزمنا ثم استأنفنا طريقنا، فرأينا على الضفتين بعض أشجار الميموزا وقليلا من أشجار التمر هندي. وكانت الجزر المبينة بالجدول تحتوي بعض الحيوانات، وشهدت في إحداها عشة لبعض الشلك وكلبين، وكانت الضفة الشرقية مسكونة بقبيلة الدنكا التي كنا نرى بعض أفرادها من حين إلى آخر.
وفي الساعة العاشرة دنا من الماء بالضفة الغربية للنهر ستة أشخاص من قبيلة البقارة يستحلفوننا أن نقف، فدنونا منهم وسألناهم لمن هم تبع، فأجابونا بأنهم أتباع سليم البقاري، فقلنا لهم إن الليل قد أزف وإنهم إذا كانوا في حاجة إلى إخبارنا بشيء فعليهم أن يعودوا إلينا غدا، فأجابوا بأنهم سيحضرون بلا تخلف. وضفتا النهر في هذا المكان تغطيهما الأدغال، وقد قضينا الليل به.
Неизвестная страница