Первое путешествие в поисках истоков Белого моря: Белый Нил
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض: النيل الأبيض
Жанры
الأربعاء 15 الحجة: لم تكن الريح موافقة في ساعة رحيلنا صباحا، فاتخذنا التدابير اللازمة لسحب المراكب باللبان. فلما كانت الساعة الثالثة رأينا حلة في الشرق وأخرى غربا، ففر سكان الحلة الشرقية عندما اقتربنا منهم بخلاف الحلة الغربية، فقد برز سكانها من حلتهم مقبلين نحو شاطئ النهر عزلا من السلاح، فاستدعينا بعضهم فجاءوا إلينا طوعا في زوارقنا، فسألناهم عن قبيلتهم وعن السبب الذي جعل أهالي الحلة الأخرى يفرون، فأجابوا بأنهم من قبيلة الدنكا وأن سبب فرار الآخرين الخوف، فهدأنا روعهم وطلبنا منهم أن يحضوا أبناء وطنهم على الحضور لمقابلتنا، ثم أعطيناهم شيئا من المصنوعات الزجاجية وبعض قطع من قماش الصوف الأبيض، فسروا بهذه الهدية وجاءونا بثلاثة أثوار لم نلبث أن وزعناها بين العساكر. ثم وجهنا إليهم أسئلة أخرى أجابوا عليها بقولهم إن قبيلة النوير التي هم في قتال مستمر معها توجد أمامنا على مسيرة خمسة أو ستة أيام، وإنهم يخشون بأسها، فأخلينا سبيلهم وأكدنا لهم مودتنا وصدق ميلنا إليهم.
وفي الساعة الحادية عشرة رأينا حلة على النهر شرقا وأخرى غربا وثالثة على مسافة ميل تقريبا من الثانية. وإذ كانت الريح مختلفة، فقد سرنا ببطء بواسطة الجر باللبان، ورأينا شرقا وغربا جملة مبان وحيوانات مفترسة . ولون الأرض في هذا القسم من البلاد أسمر، وشواطئ النهر مرتفعة بقدر كولاج أو كولاج ونصف، وبحافته بعض الشجيرات النادرة، وكانت أفراس البحر والتماسيح تلوح لناظرنا من آن إلى آخر، وفي هذا المكان كثير من البط والبجع والطيور المختلفة. ولما جن الليل ألقينا مراسينا وسط النهر.
الخميس 16 الحجة: دخل الماء منذ أيام في الذهبية الرابعة والقاربين التاسع والعاشر وكانت الحاجة إلى ترميمها ماسة، فاستخرجناها من الماء ورممت، وفي أثناء ترميمها اشتغل العساكر بشئون أنفسهم فاغتسلوا وغسلوا ثيابهم، وقضوا قبيل العصر ساعة في التدريب العسكري. وقد قضينا الليلة في هذا المكان.
الجمعة 17 الحجة: بالنظر لأن ترميم القارب العاشر لم يتم بعد ولقلة موافقة الرياح، قررنا البقاء في هذا المكان حتى الساعة السابعة، وفيها سرنا بواسطة شد اللبان حتى الساعة الحادية عشرة، فرأينا على مسافة ميل من النهر غربا حلتين، ولكننا لم نشهد حولهما أحدا من السكان. وشواطئ النهر عالية، وارتفاعها يختلف من كولاجين إلى ثلاثة، والأرض شديدة السمرة، والحيوانات المفترسة كثيرة. ولما أرخى الليل سدوله ألقينا المراسي وسط النهر.
السبت 18 الحجة: تطرق الماء أثناء الليل إلى أحد الزوارق حتى أشرف على الغرق، وقد أحس الحارس الذي كان فيه بذلك فأعطى إشارة الاستغاثة، فأجري اللازم لسحب الزورق إلى الضفة الغربية بعد أن فرغ من أمتعة العساكر التي كان الماء قد أصابها، واستدعي الرئيس حسن الطويل الذي عزا هذا الحادث إلى سوء النية، فتقرر عندئذ عقد مجلس لمعاقبة من تثبت إدانته، واستدعي الحارس أيضا وفتح المحضر، فبعد النظر في الأمر عوقب المذنبون بما تقضي به اللوائح والقوانين، وقد استدعى تجفيف الأمتعة وترميم الزورق كل الوقت حتى المساء، فلزمنا مكاننا وسط النهر.
الأحد 19 الحجة: كانت الريح ساكنة ساعة تحركنا للرحيل، فأخرجنا المكلفين بجر اللبان جميعا ومعهم شرذمة من العسكر لحمايتهم، واستمر السير بهذه الواسطة حتى الظهر. وفي الساعة الثالثة شهدنا على شاطئ النهر غربا بعض الأشجار، ثم على بعد ميلين منه حلة خالية من السكان. وكان الوقت ساعتئذ قيظا، فلزمنا السكون حتى الساعة التاسعة حيث استأنفنا المسير، وقد سرنا حتى المساء باللبان. ورأينا شرقا على مسافة ميل ونصف من النهر حلة خالية من السكان، وعن يميننا ويسارنا عددا عظيما من الضواري. أما شواطئ النهر فكانت مرتفعة بقدر ثلاثة كولاج إلى أربعة، وبها أدغال كثيرة وبوص، والأرض جيدة ومتناسقة التمهيد. أما النهر فكان عامرا بأفراس البحر والتماسيح وشواطئه بالطيور المائية. وفي الغروب ألقينا مراسينا وسط النهر.
الاثنين 20 الحجة: كانت الريح عند رحيلنا ساكنة، فسارت المراكب باللبان حتى الساعة الرابعة، وكانت الريح الغربية شديدة مخالفة فرسونا على الضفة الشرقية. وفي الساعة السابعة هدأت الريح بعض الشيء، فتحولنا إلى الضفة الغربية للسير باللبان، ووقع نظرنا على أشجار الدلب، ثم سرنا بالشراع حتى المساء. وعلى مسافة تختلف من 5 إلى 6 أميال من الضفة الشرقية شهدنا دخان جملة نيران، ورأينا كما هو مدون في الجدول حلة خالية من السكان، وكانت الضواري كثيرة يمنة ويسرة، وكذا النهر فقد كان عامرا بأفراس البحر والتماسيح، وكانت الشواطئ آهلة بالطيور المائية وفيها بعض شجرات، وارتفاعها من ثلاثة كولاج إلى أربعة. وقد ألقينا مراسينا وسط النهر.
الثلاثاء 21 الحجة: بالنظر لسكون الريح في الصباح أخرجنا الرجال كالمعتاد لسحب المراكب باللبان وعينا شرذمة من العساكر المسلحين لحمايتهم، وواصلنا السير حتى الساعة الخامسة حيث اضطرنا القيظ إلى الوقوف. وبعد الاستراحة ساعتين تقريبا استأنفنا السير باللبان، فرأينا في الغرب حلة برز منها رجلان وامرأة قاصدين إلينا، وكنا قد لاحظنا أن معظم السكان لجئوا إلى الفرار، فسألناهم عن سبب فرارهم فأجابوا أن السبب هو الخوف والرهبة، فأرضيناهم ببعض ما معنا من المصنوعات الزجاجية، وطلبنا منهم مقابلة مواطنيهم لتفهيمهم بأن لا شيء هناك يدعو إلى الخوف منا. وفي الساعة العاشرة وصل خمسة رجال ومعهم خمسة أثوار ورأس من الضأن قدموها إلينا هدية فقبلناها ووزعناها على العساكر، ثم أعطيناهم في مقابلها بعض المصنوعات الزجاجية طالبين منهم أن يحضوا إخوانهم على الحضور إلينا، ويقولوا لهم إنهم سيعاملون بالمعروف ويعودون مزودين بالهدايا.
وقد رأينا إلى الغرب على بعد ميلين من النهر حلة آهلة بالسكان ، وإلى الشرق كثيرا من الضواري والطيور المختلفة. وارتفاع الشواطئ في المكان يختلف من كولاجين إلى ثلاثة تقريبا، والأدغال بها كثيفة كما أن أفراس البحر والتماسيح في مياهه كثيرة. ولما مالت الشمس إلى المغيب ألقينا مراسينا لقضاء الليلة.
الأربعاء 22 الحجة: كانت الريح في الصباح موافقة، فقطعنا من الطريق مسافة طويلة مدة ساعتين، ثم انقلبت الريح فاضطررنا إلى السير باللبان حتى الساعة الخامسة. وعلى مسافة نصف ميل تقريبا من الضفة الشرقية رأينا حلة. وبالنظر لنفاد الحطب من المراكب دنونا من الساحل لأخذ حاجتنا منه، وقد حضر إلينا جملة من الأهلين فقدموا إلينا ثورا وأعطيناهم في مقابله بعض المصنوعات الزجاجية، ولم يظهروا الخوف منا.
Неизвестная страница