Путешествие во времена Нубии: Исследование древней Нубии и перспективы будущего развития
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Жанры
وبعد مشاورات عدة بين أنفسنا، قررنا أن تكون الرحلة في شهر سبتمبر لأسباب منها: (1)
بحيرة خزان أسوان ستكون قد أفرغت تماما؛ مما يعطينا الفرصة لنشاهد النوبة في وضعها الطبيعي قبل بناء سد أسوان؛ أي سيكون النيل حرا في جريانه وقت الفيضان، وسيكون الناس منهمكين في استخلاص مورد الأرض الطبيعي، وهو الزراعة. (2)
صحيح أن النيل سيكون في وقت الفيضان الطبيعي الذي كان يمثل فيما قبل السد موسم الانقطاع عن الزراعة، لكن لم يكن هناك حيلة للوصول إلى وضع النيل في النوبة بعد الفيضان، وبالتالي فإن سبتمبر سيكون أقرب الأوقات إلى شيء من صفات البيئة الطبيعية بدون تدخل الإنسان. (3)
وصحيح أيضا أن تيار النيل في الفيضان سيكون قويا جارفا عند الملاحة جنوبا، ولكنه كان مخاطرة يجب أن نأخذها، فإما نجحنا أو فشلنا. وفي حالة الفشل، كان هناك بديل أن نعاود الكرة بواسطة وسيلة النقل المعتادة، وهي الباخرة الأسبوعية البطيئة. (4)
كذلك كان من بين أسباب اختيار سبتمبر، أننا سنكون قد تجاوزنا درجات الحرارة القصوى في يوليو وأغسطس، ويبدأ تحسن نسبي بعدهما، لكن ذلك لم يكن الواقع على الأقل طوال 12 ساعة من سطوع شمس قوية، وهو شيء غير ملائم لمعدات التصوير، ومن ثم كان علينا أن نختار أفلاما قليلة الحساسية للتصوير النهاري بحذر، وأفلاما سريعة للتصوير الليلي بالضوء الصناعي. (5)
وأخيرا كان اختيار سبتمبر ضروريا؛ لأننا يجب أن نلتحق بعملنا في الجامعة في شهر أكتوبر.
وكانت المشكلة الثانية هي تدبير وسيلة انتقال نهرية نقف بها حيث نريد وللمدة التي نريد، وبطبيعة الحال كانت الوسلة الأمثل هي تأجير قارب مزود بمحركات؛ ليتمكن من الملاحة ضد التيار وبالسرعة الملائمة، صحيح أن أحسن الوسائل تكون قاربا شراعيا يمكننا من التهادي على صفحة الماء، ويسمح بالتصوير والتوقف في أي مكان، لكن القارب الشراعي تحت رحمة الرياح، وقد تصبح سرعته قريبة من الصفر إذا لم تكن الرياح مواتية أو تيار الماء عنيفا، وبعبارة أخرى كان القارب الشراعي هو أحسن البدائل إذا توفر لنا من الوقت شهران على الأقل، وهو ما لم يكن متوفرا لنا، هذا فضلا عن أنه كان من الصعب إقناع صاحب مثل هذا القارب الارتحال بطول النوبة؛ فالماء ثقيل بما يحمل، كثير الدوامات؛ مما يجبر الملاح على سلوك خط سير متذبذب بين الضفة والأخرى؛ تجنبا لمفاجئات عرفناها فيما بعد، كما رأينا الكثير من القوارب الشراعية تلتجئ إلى الصنادل البخارية لجرها في الأماكن التي يستحيل فيها حتى جر المركب بالحبال من الشاطئ «جر اللبان».
بدأنا نستفهم ونسأل عن إمكانيات السفر الخاص في سفن وقوارب بخارية، ووجدنا أنها صعبة المنال بالنسبة لأشخاص من الخارج، فمعظم هذه السفن حكومية أو ملك لشركات وهيئات، وتكلفة تسييرها عالية ما لم تكن مكلفة بعمل معين يخص الهيئة، وكانت هناك «لنشات» خاصة يمكن تأجيرها، لكن الإيجار اليومي كان يتراوح بين عشرة وخمسة عشر جنيها، فضلا عن تكلفة الملاح اليومية، وهذا مبلغ كبير على ميزانيتنا الخاصة؛ فقد كنا في ذلك الوقت مدرسين لا يتجاوز راتبنا الشهري معا مائة وعشرة جنيهات، وفي نفس الوقت كانت معظم اللنشات مؤجرة للهيئات والبعثات العلمية التي كانت تعمل في دراسة وحصر آثار النوبة، وعلمنا أن للهيئة العلمية الألمانية مراكب بخارية وصنادل تتحرك عدة مرات في الأسبوع، من أسوان إلى موقع العمل في معبد كلابشة، حيث كانت شركة «هوختيف»
HochTief
تساعدهم في نقل أحجار المعبد إلى موقعه الجديد غربي أسوان، وبالاتصال بهم وافقوا على سفرنا معهم إلى كلابشة، حيث تكون أول محطة لنا في الدراسة، ثم بعد ذلك يمكننا الانتقال مع مراكب هيئة الآثار المصرية إلى مواقع أثرية أخرى في دندور وعمدا والدر ... إلخ، وبعبارة أخرى يتبخر حلمنا أن نقف عند نواح معينة من النوبة للدراسة، ونكون بذلك تحت رحمة مسار هذه السفن!
Неизвестная страница