Путешествие в мысли Заки Наджиба Махмуда
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Жанры
89
لكن أين يا ترى نجد ذلك المصري الذي هو «صانع وعابد» في آن معا؟! يجيب: «إنك تراه فيما صنعت يداه، تراه في كل مسلة قدت من الصخر العتي بإزميل عبقري جبار، وارتفعت برأسها نحو السماء، وكأنها كلمة دعاء في صلاة! إنك تراه في أخناتون يشهد أن الله واحد وراء كثرة الظواهر على الأرض في السماء. إنك تراه في راهب الدير الذي يزرع ويعبد الله في حياة واحدة. إنك تراه في المساجد ومآذنها، التي لا تدري وأنت شاخص ببصرك إليها في روعة بنائها، أهي صلاة تجسدت في عمارة أم هي عمارة ذابت في صلاة.
90 (ج) الولاء للوطن
عندما شاهد في التليفزيون جماعة من الشباب تهتف بالفداء بأرواحها ودمائها «ولاء» لهذا أو ذاك، شعر أن في هذه الصورة شيئا يثير القلب ويتطلب التصحيح.
91
فيكتب على لسان سقراط: «إن الولاء لا يكون لشخص، وإلا فماذا لو غاب هذا الذي أعلنت له إخلاصك؟ أتصبح بغير إخلاص لأحد؟! إن الولاء الصحيح يا أصدقائي لا يكون لشخص بقدر ما يكون لقضية معينة أو لفكرة أو لعقيدة دينية، أو غير ذلك مما يحيا من أجله الإنسان ويشعر ألا حياة له بغيره ...»
92
ثم يحلل معنى الولاء ليجد أنه في حقيقته يتضمن أساس الأخلاق كلها ... أما سر الولاء فهو أن الفرد يشعر عن عمق وجدانه، أنه لا يستطيع العيش وحده فريدا في هذا الكون الفسيح، ويريد أن يجد «آخر» يتحد معه ليوسع من وجوده، فإذا وجد هذا «الآخر»، تمسك به وأخلص له؛ ومن هنا كان الولاء ضرورة حيوية لكل ما من شأنه أن يجعل وجودنا أغزر معنى وأوسع نطاقا.
93 «فالولاء يكون لله لأنه مالك يوم الدين، والولاء يكون للوطن الذي بغيره ينعدم أهم أركان الهوية في هذه الدنيا، والولاء يكون لأي مجموعة تمثل فكرة لها دوام، وأنتمي إليها عضوا فيها عاملا مع غيري على تحقيق هذه الفكرة ...»
94
Неизвестная страница