مع جماعة من الطلبة فاستيقظنا من النوم وأتينا إلى محل الافتراق (1) ثم إن بعض الطلبة سأله عن الحكمة في إتياننا نصف الليل وثلث الليل الأخير أولى فقال أعلمكم غير أنكم لا تخبروا أحدا إلا بعد موتي فعاهدناه على ذلك فقال لما نمتم وإذا برجال الغيب يجتمعون إلى أن امتلأ الموضع ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسيدي عبد القادر الجيلاني أيقظتكم والحمد لله على ذلك وقد سمعناه أن الديوان يكون ليلة الاثنين والجمعة غير أن الاثنين بالشيخ سيدي عبد القادر وليلة الجمعة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولما بنى داره قال لبانيها أرسل نفسك من غير سلم فأبى فقال له والله لو أرسلت نفسك لوقعت في الكعبة وقد سمعنا أيضا إن من بات عنده في روضته سبع جمعات متواليات قضيت حاجته أي حاجة كانت دينية أو دنيوية ومن كراماته أن سيدي محمد الجوادي أعني الذي كان في صدوق المشهور ولايته أخذ عنه وكان شيخا له فلما قربت وفاته قال له إذا مت من أشاوره بعدك فقال له أنا قبل وبعد فلما مات كان الأمر كذلك فصار يكلمه من قبره إلا مرة واحدة أتى إليه ليشاوره في أمر فنادى الشيخ على عادته فلم يستجب له أي لم يجبه فبكى من ذلك وظن أن المانع منه فمكث غير بعيد وناداه مرة أخرى فأجابه فقال له أين كنت قال كنت عند الشيخ سيدي يحيى كان غائبا أمدا طويلا عن الأرض فلما رجع ذهب الأولياء إليه فذهبت إليه وكان ولده سيدي يحيى في مجانة. [أما بنو عشاش من بقية عبيد جدنا وقد خرجوا عن طاعتنا وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرجت طائفة باغية من بني إبراهيم وهي وسر وأولاد الخلف ومن (2) أراد الحرابة والزنى والسرقة فليتحصل بهؤلاء العروش أخلى الله منهم الأرض وقد أعانني فيهم المجاهد في سبيل
Страница 101