رضي الله عنه لا يجترئ أحد على معارضته فيما أمر به ولا يتعرض لمن انتسب إليه وظهرت له كرامات وقد ظهر فضله بسبب شيخه سيدي عيسى المذكور ولذا لم يزل ولده سيدي عبد الحفيظ يبالغ في تعظيم أولاد سيدي أبي عمرو بل في تعظيم كل من انتمى إليهم بقرابة أو خدمة أو جوار أو غير ذلك وقال ولقد أخبرني من حضره ذات يوم وقد غسل سيدي محمد بن أبي القاسم من أولاد سيدي أبي القاسم يده صباحا ورأسه من حناء كان بها في إنائه فأخذ سيدي عبد الحفيظ ما اجتمع من الغسالة في ذلك الإناء وشربه نفعه الله بحسن اعتقاده ولهذا السيد مزيد اعتقاد في كل من ينتسب إلى الصلاح وقد نفعه الله بذلك فطار صيته وانتشر ذكره في البلاد أكثر من أبيه وهابه الولاة فمن دونهم كما قيل له دنيا عريضة من كل المال قد أتاه نعما وحرثا وغيرهما يطعم منهما الواردين ويواسي المحتاجين أعانه الله على ما به تولاه ورزقه الشكر على ما أولاه وتوفي أبوه سيدي الصيد سنة خمسين وألف (1050) وقال أيضا لقد أخبرني محمد بن مساهل المذكور بان قال منذ عرفت الشيخ سيدي الصيد ما تركت جمعة في مسجده نحو أربعين سنة آنية ضحى وأصلي الجمعة وأرجع إلى المدينة إلا لعذر ظاهر وأبقى في مسجده إلى أن أصلي العصر في محلي المسمى بالهنشير وبينه وبين المدينة ستة أميال.
لطيفة قال أخبرني أيضا شيخنا هذا أن شيخه المذكور قال أن لأهل الله مراغة كمراغة الإبل لا يمر بها أحد منهم إلا تمرغ بها وأني لأرجو أن يجعلك الله مراغة لأوليائه ولأجل دعوة هذا الشيخ لا يدخل أحد هذه المدينة ممن فيه انتساب لهذا الطريق المبارك إلا كان أيواؤه إلى هذا الشيخ أما بالنزول عنده أو بالتردد إليه وكان رضي الله عنه يقوم بحوائجهم قدر الإمكان ويواسيهم نفعه الله بقصده الجميل.
نادرة قال وأخبرني شيخنا ابن مساهل عن بعض مشائخه أنه قال إذا أذن خلف
Страница 186