بينهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «ما تواطأت قوم على ترك الجهاد إلا ابتلاهم الله فيما بينهم» (126). وقد شاهدنا شيئا من ذلك. وبقي واضح أن الحجر الذي كسر الصنم وعظم حتى عمر الدنيا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأهل دينه ولم يكن سيدنا عيسى عليه السلام ولا النصارى الذين يزعمون أنهم على دينه. وكل واحد من السلاطين النصارى يرتعد ويخاف من سلاطين الإسلام والدين ، المجاهدين في سبيل رب العالمين ، وهم السلاطين الفضلا العظما العثمانيون التركيون. وقد تقدم لنا ذكر ما رأيت وفهمت من النصارى في بلادهم من الخوف العظيم الذي في قلوبهم منهم. ورأوا ملوك النصارى أنه يليق بهم صحبتهم على وجه اللين واللطف ، حتى إن كل واحد منهم يبعث رسوله ليقعد على الدوام والاستمرار في القسطنطينية العظمى يطلب منهم الصلح والرضى عنهم وهم نصرهم الله ، وخلد ملكهم ، وجعل النصارى والكفار الأعداء تحت أقدامهم لا يبعثون رسولا لكافر على وجه القعود في بلادهم ، وصح أن سلطان إشبانية وهي بلاد الأندلس أراد أن يبعث رسولا للقعود مثل سائر ملوك النصارى ولم يقبلوه ، لما تحققوا من عداوته للإسلام ، وغدره فيما مضى ، مما صدر منهم مع سلطان الهنود المغربية بمدينة ميشق (127) المسمى متشمه (128)، إذا مشوا إليه بهدية ، وقتلوه.
والعهود الذي عاهد المسلمين الأندلس حين أخذ بلادهم ، ثم نكثها ، وأن حين أمر على الأندلس بالخروج من بلاده كل من علم به أنه يمشي إلى بلاد المسلمين أخذ لهم الأولاد ، كل من كان من أقل من عشر سنين أو نحو ذلك ، وغير ذلك مما ذكر عنهم في أخذ مدينة ملان (129). ولم يكن لسلاطين المسلمين أعداء ولا أضر من سلاطين إشبانية. ويضرون سلاطين المسلمين وهم لا يشعرون ، وذلك بماله من القوة
Страница 101