316

البيت ، حتى كان عمر فبنى حوله حائطا» (1). قال عبد الله : جداره (2) قصير فبناه ابن الزبير.

قلت : والمسجد الحرام (3) هو ما دار بالكعبة ، وهو المصلى ، ويطلق على الكعبة ، وهو الظاهر من حديث أبي ذر أنه «سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي مسجد على ظهر (4) الأرض وضع أولا؟ قال : المسجد الحرام ، قال : ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى ، قال : كم [98 / آ] بينهما؟ قال : أربعون سنة» (5) فظاهر قوله : وضع ، أنه أراد المبنى ، وهو البيت كما قال تعالى : ( أول بيت وضع للناس للذي ببكة ). (6) وهو البيت بلا مرية في قوله تعالى : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ). (7) لأن القبلة هي البيت. وكان المسجد الحرام على ما ذكر غير محجر ، والدور به محيطة ، فاشترى منها عمر ديارا فهدمها ، ووسع بها المسجد ، وامتنع بعض الناس من البيع ، فوضع لهم الأثمان في خزانة الكعبة حتى أخذوها بعد ، وقال لهم : «هو فناء الكعبة ، إنما نزلتم عليها ولم تنزل عليكم» وأحاط بالمسجد حائطا قصيرا. (8)

Страница 385