ونكروا (1) منها ما قد نكرته الدمامة والذمامة (2)، وجمجموا (3) قولا رماه اللكن (4) عن قوس العجمة سهامه ، الحسد فيهم مضطرم النيران ، قد أفسد أمزجتهم فحالت الألوان. فإن سمعوا بفاضل فهو يوم بحران (5)، أخرسهم العي فعاذوا بالصمات ، فإن سئلوا سكتوا لا عن كبر ولا عن إخبات (6)، ومنهم من أضناه الحسد فالسكوت منه [50 / آ] سبات. تمالؤوا على كل وصف شان ومازان ، وتواطؤوا (7) على تطفيف المكيال والميزان. فإن عاملهم غريب ، لم يلق منهم إلا ما يريب ، يتخذونه هدفا ولكل منهم فيه سهم مصيب ، حتى يخرج من ماله بغير نصيب. لا ترجى منهم فيئة (8) إنابة (9)، ولا تلفى فيهم فئة رأفة ولا عصابة ، ولا ينفع الغريب في معاملتهم أن يقول : لا خلابة (10). حسبك ببلد أربى في الحسن على البلاد ، وله من الفضيلة كل طارف وتلاد (11)، وليس به من أهل الفضل إلا آحاد ، قلوا عددا واتحدوا كل الاتحاد. فهم فيهم أقل من التوفيق ، غرباء بينهم في كل معنى وطريق.
Страница 215