137

من كلام الشيخ الإمام أبي الحسن اللخمي على المسألة ، فلما فرغت من كلامي هذا سكتوا ، ولم يجدوا جوابا. وهذا وما أشبهه إنما أثبته تنبيها على ضعف العلم في هذا الأوان ، وقلة الراغب فيه ، لا أني معجب فيه بنفسي ويعلم الله أن معتقدي أن أدل دليل على فناء العلم ، وامحاء رسومه (1)، هو كلامي وكلام أمثالي فيه ، فإنه ما أوجبه إلا عدم علماء التحقيق ، وحسبنا الله وبه التوفيق.

والذي أرى في الحديث الذي استدل به ابن رشيق أنه يقصر على مثل الصورة التي ورد فيها ، وهي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الصبح يوم الوادي بعد طلوع الشمس ، لا من حيث أنه وارد في صورة ، فإن معتقدي أن اللفظ إذا كان مستقلا بنفسه اعتبر بما يجب له ، ولم يقصر على الصورة التي ورد فيها ، ولكن من حيث قام الدليل ، إن ذلك هو المراد ، وذلك أن حمله على العموم يؤدي إلى باطل متفق على بطلانه ، وهو أن من ذكر صلاتين فأكثر لا يؤديهما أبدا ، لأنه كلما وقف في صلاة ذكر فيها أخرى فتبطل عليه ، فالتخصيص في مثل هذا ضربة لازم (2) ، والله أعلم.

* [قبة باب البحر]

ولم أر بأطر ابلس أثر عناية ، سوى ما تقدم ذكره ، إلا قبة بباب البحر من بناء الأوائل ، في غاية الإتقان ، ونهاية الأحكام ، مبنية من صخور (3) منحوتة في

Страница 194