============================================================
الشيطان يوسوس، وإن كان الطباع ينازع (1) فلا يضرك.
و لذلك يروى عن النبي الله، في حديث ابن عباس، رضي الله عليه، أنه قال لأصحابه "الحمد لله الذي رده إلى الوسوسة" (2) .
فإذا عرض الرياء فعرفه ثم كرهه وأبى ان يقبله نجا منه .
ولا بد أن يجتمع مع الكراهة (له) (2) إباء لقبوله ، لأن الراكن إلى الرياء قدا يكره ما هو مقيم عليه، ويحب النقلة منه، والراد للقبول هو الكاره الاباء له.
لأن الرياء إنما يقبل بخصلتين : بإرادة النفس له ، والشهوة، ولا بد من ضد هاتين، فتكون الكراهة ضد الشهوة، ويكن الاباء ضد الإرادة فحينئذ ينجو العبد من الرياء.
قلت: كيف أكره ما أنا له مريد مشته2 قال: إن الله عز وجل، جعل فيك غرائز .
فجعل فيك غريزة تحب ما وافقك وألذك، وكراهة ما خالفك وآذاك.
وجعل فيك غريزة عقل لحبه.
فقرن مع غريزة الحب للموافق، والبغض للمخالف الشيطان يزين له الدنيا، ويشبطه عن الآخرة.
وقرن مع العقل العلم والكتاب والسنة، لتزين (له) (4) الآخرة ويكره إليه الدنيا ، والعلم للعقل كالسراج للعين، او النور من الشمس وغيرها للعين .ا فإذا عرضت الخطرة ذكرت النفس معرفتها بما يوافقها من الحمد والثناء (من (1) في ص نيازعك.
(2) اخرجه الإمام احمد بن حنبل في المسند 340/1.
(3) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (4) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط 189
Страница 188