131

============================================================

ها تقطع به التسويف للتوبة(1) : قلت: فأهل المنزلتين الأولتين قبل هؤلاء : الذين يقيمون على بعض ويقلغون عن بعض، والذين يقيمون على الكل، وكلاهما يحب التوبة ، ويسوفها، فهما أقرب إلى التوبة، ومطالبتها عليهم آيسر من هذه الفرقة الثالثة، فبم يقطعان جميع التسويف قال : الذي يقطعان بإذن الله التسويف به خلتان : إحداهما : خوف المعاجلة بالموت أن يكون أجل الله عز وجل، في روحه قبل الأجل الذي أجله لتوبته فيموت بحسرته لم يبلغ أمله، ولم يتب من ذنبه ، فلا إلى الله عز وجل تاب، ولا بلغ من لذته ما أراد، فمات بغصة الدنيا والآخرة.

والخلة الثانية : خوف آن يضرب الله عز وجل، قلبه بعقوبة مانعة له من التوبة من القسوة والرين أو الطبع أو المرض أو الإقفال ، ويكون أجله مع ذلك مؤخرا .ا فيطول عمره بالسكرة والحيرة، فيكون إنما يملي له ليزداد إنما.

فإذا خاف ذلك بادر بالتوبة خوفأ أن يبادر بالموت، فيموت مصرا على ما كره الله عز وجل . ويبادر بالتوبة خوفا أن يبادر بالموت، فيموت مصرا على ما كره الله عز وجل، ويبادر بالتوبة خوفا أن تحل عقوبة الله عز وجل بقلبه ، فيبقى في الدنيا حيران يزداد إنما، فإذا لم يأمن معاجلة بغتة الموت، أو معاجلة العقوبة بالقسوة خشي أن يؤخرها ساعة فيقع بإحدى هاتين الخلتين فالخوف لهما قاطع للتسويق ، لأ نه إذا قوي الخخوف من المعالحجة ضعف التسويف إذا ضعف الخوف . وضعف التسويف إذا قوي الخوف. والتسويف قاطع عن العمل.

الم تسمع قول شداد بن أوس رضي الله عنه: أنذركم سوف.

وقيل لرجل من عبد القيس عند الموت: أوصنا. فقال: أنذركم سوف.

وروي ابن المبارك : حدثنا أن عامة دعاء أهل النار : يا أف للتسويف.

تأبى نفوسهم أن تقبل نصح الناصحين.

(1) العنوان سقط من ط.

Страница 130