============================================================
وأهل المنزلة الرابعة : الذين أغفلوا المراقبة لله عز وجل، والرعاية لحقه، حتى هموا وعزموا أن يأتوا ما كره الله عز وجل بجوارحهم، ثم تيقظوا ورهبوا ، فندموا على ما أضمروا (واعتقدوا) (1) وخلوا ما عليه أصروا من عقد ضمائرهم وقلوبهم (2).
وأهل المنزلة الخامسة : الذين أغفلوا مراقبة الله عز وجل وتقواه، حتى ابتدأوا بالعمل بجوارحهم بما كره الله عز وجل، من لحظة بعين، أو إصغاء بأذن، أو مد بيد، أو خطوة برجل، ثم تيقظوا وفزعوا، وخافوا الله عز وجل قبل أن يتموا ما كره الله عز وجل من العمل.
كالعين يلحظ بها ، ثم يذكر اطلاع الله عز وجل عليه وأن الله يسائله عنها أو خاف آن يغضب عليه، فيصرف بصره قبل أن يستتم من النظر ما آراد وأحب.
وكذلك يصغي بسمعه ليستمع إلى ما يكره الله عز وجل، ثم يذكر الله عز وجل فيصرف سمعه عن ذلك، ويترك ما أحبت نفسه خوفا من الله عز وجل، من قبل ان يستتمه. وكذلك يبتدىء بالقول باللسان، ثم يذكر الله عز وجل ، فيقطع كلامه ولا يتم ما أراد منه . وكذلك يمدة اليد، ثم يذكر الله عز وجل ، فيكفها عما كره الله عز وجل، قبل أن يستتم ما أراد . وكذلك يخطو بالقدم ، ثم يذكر الله عز وجل فيقف ويترك المشي إلى ما كره الله عز وجل، قبل أن ينال تمام ما أراد من ذلك الا العلمه بعلم الله عز وجل ونظره إليه، فإن ذلك عليه محصى لأنه قد سمعه يقول: وقا تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا) (2).
ذرهم اطلاعه، ويبعثهم على الحياء منه والهيبة، والإجلال له والرهبة منه، ثم قال: {إذ تفيضون فيه) (4).
(1) سقط من ط.
(2) وخلوا ما عليه عقدوا بضمائر قلوبهم (3) سورة يونس، الآية: 61.
(4) نفس السورة، والآية.
127
Страница 126