108

============================================================

وقد يطلب العبد الورع والنوافل، فيضيع الغريضة وهو لم يتمها، وقد يطلب العبد الورع بتضييع الواجب بترك المال وهو حلال غلطا، خشية ألا يحل له أخذه ال وويترك] الصناعة والتجارة والميراث الحلال ، يريد بذلك السلامة فيضيع العيال فيجيعهم ويعريهم، ويسخط عليه الولدان ويضيعهما وهو يقدر على المال أو العمل الحلال.

وكذلك يدع الحج مخافة أن يكون خالط ماله حرام من غير أن يعرف شيئا

يعينه فيه، وكذلك أن يخرج من البلدة يخاف ألا يسلم فيها فيسخط عليه والداه ويضيع عياله.

وقد يضيع الفرض للوسوسة تعرض من الشيطان ، فيدع الغرض إرادة أن يؤديه على ما آمر، ومخافة أن لا يجزيه أداؤه إلا بذلك، يحسب أن ذلك عليه هو الواجب، فيكثر الوضوء ويطيله، حتى يذهب وقت الصلاة كطلوع الشمس لصلاة الفجر، أو كفوت الجمعة ، وكذلك في الغسل من الحجنابة ، أو يشتغل بالاستبراء الا ويرى أن ذلك واجب عليه، وأنه لا يجزئه إلا ذلك ويتشاغل بذلك حتى تخرج أوقات الصلوات، فيضيع الغرض بطلب إقامة الفرض غلطا ووسواسا . وكذلك يتشاغل بإعادة التكبير. أو يقطع الصلاة قبل أن تتم ، يعيدها مرارا، أو يضيق الصدر منه على التكبير حتى تذهب أوقات الصلاة، أو يؤخر أوقات الصلاة كالعصر وغيرها ويسغر بالغجر يريد بذلك القدوة بمن تأول غلطا. حتى يذهب وقتها الذي جعل النبي عله آخر وقتها.

باب شرح ما يبتدأ به من أداء الفرائض وقد يعرض للرجل الواجب في الكتاب أو في السنة، وقد رخص له في تركه من أجل علة عرضت، لا يجوز أن يأتيه من أجلها، فيأتيه يريد بذلك أداء الواجب، ويضيع ما هو أولى به ، كالدار الغصب فيها وليمة أو قرابة فيدخلها بغير اذن ربها يريد بذلك البر، أو يسكنها يريد بذل بر القرابة، أو الوليمة [يكون]

Страница 107