Откровение Благородного Корана и его сохранение во времена Пророка

Абдул Вадуд Макбул Ханиф d. Unknown
68

Откровение Благородного Корана и его сохранение во времена Пророка

نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

Издатель

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Жанры

الرازي كلامًا نفيسًا حول هذا الموضوع، قال (وكان ﵊ في كل واحدة من هذه الأخلاق الكريمة في الغاية القصوى من الكمال، وكان متمكنًا فيها، مستجمعًا لها بأسرها، ولا يتفق ذلك لأحد من الخلق غير أهل العصمة من الله تعالى، فكان اجتماع ذلك في صفاته من أعظم المعجزات) ١، ففي الرحمة مثلًاخاطبه ربه بقوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:١٥٩)، وبقوله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:١٢٨)، وهذه الآية تبين ما كان عليه النبي ﵊ من الأخلاق العظيمة تجاه أمة دعوته من كونه يعز عليه مشقتهم وهلاكهم وضررهم وأذاهم في سوء العاقبة من الوقوع في العذاب، ويحرص على هداهم ويرأف بهم ويرحمهم٢. والرحمة من أخلاق الرسول صلوات الله عليه، وهو خلق ذو جذور عميقة في النفس ومحلُّها القلب، ومن آثارها في السلوك الظاهر لين الجانب للناس، ونقيضها غلظ القلب وقساوته، ومن مظاهر هذا النقيض الخشونة في معاملة الناس والسلوك الفظ.

١ الأربعين في أصول الدين ص ٣٠٩،٣١٠. ٢ البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ٥/١١٧.

1 / 69