Покаяние перед Аллахом

Салех ас-Садлан d. 1439 AH
23

Покаяние перед Аллахом

التوبة إلى الله

Издатель

دار بلنسية للنشر والتوزيع

Номер издания

الرابعة

Год публикации

١٤١٦ هـ

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

الحلقوم، وغرغرت النفس في الحلق فلا توبة. ويبدأ وقت التوبة عندما يستشعر القلب جلال ربه وعظمة خالقه؛ فيعلن التوبة بالرجوع إلى الله - تعالى - بسلوك صراطه المستقيم الذي نصَّبه لعباده موصلًا إلى رضوانه، وأمرهم بسلوكه بقوله - تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣]. فيتوب قبل أن يتبين له الموت أو المرض وينشئ بتوبته صلاحًا في القلب، وصلاحًا في الحياة ما دام مكلفًا؛ فالرجاء حينئذ باق ويصح منه الندم والعزم على ترك الفعل، وهذا هو المقصود بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ النساء: ١٧]. أي الذين يرتكبون الذنوب ويضلون طريق الهدى عن جهالة، طال أمد ذلك أم قصر، ما دامت تلكم الجهالة لا تستمر حتى تبلغ الروح الحلقوم، إذًا فهي موافقة لمحلها؛ قال رسول الله ﷺ: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغر» (١). ومع سعة رحمة الله - تعالى - وشمول عفوه وقبول توبة

(١) رواه «الترمذي» (٣٥٣١) عن ابن عمر وحسَّنه، ورواه غيره.

1 / 28