﴿فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ (^١) قال: الأودية: قلوب العباد (^٢). والإمام ابن كثير - يرحمه الله - ينقل لنا أيضًا ما نُقِل عن ابن عباس ﵄ في قوله تعالى: ﴿فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ (^٣)، (هو إشارة إلى القلوب وتفاوتها، فمنها ما يسع علمًا كثيرًا ومنها ما لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها) (^٤) ا. هـ. وهذا دليلٌ واضح وطريق بيِّنٌ نسلكه من بعدهم في استشفاف واستخراج الفوائد من آيات الله. (ولعل ذلك يُشْبِه الدم الذي يجري في عروق الجسد بسبب ضخ القلب له، كالماء الذي يجري في الوديان بسبب ضخه من قلب الأرض والله أعلم) (^٥). وقال الإمام ابن القيم - يرحمه الله - في عبارات رنانة: (والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم من الآية حكمًا أو حكمين، ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو

(^١) السابق. (^٢) تفسير القرطبي (١٢/ ٥١). (^٣) سورة الرعد؛ الآية (١٧). (^٤) تفسير ابن كثير (٤/ ٤٤٧). (^٥) من فوائد المؤلف.