80

Реформационный путь

تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم

Издатель

مكتبة دار العلوم

Место издания

البحيرة (مصر)

Жанры

وفي رواية: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا وإن عيدنا هذا اليوم». وفي الصحيحين أيضًا - أنه قال: «دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد»، وتلك الأيام أيام منى. [البخاري٩٨٧، ٣٩٣١، ٩٥٢، مسلم٨٩٢] فالدلالة من وجوه: ١ - قوله: «إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا»، فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما أن الله سبحانه لما قال: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ [البقرة:١٤٨] وقال: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة٤٨] أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم، وذلك أن اللام تورث الاختصاص، فإذا كان لليهود عيد، وللنصارى عيد، كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه، كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم. وكذلك - أيضًا - على هذا: لا ندعهم يشركوننا في عيدنا. ٢ - قوله: «وهذا عيدنا» فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا، فليس لنا عيد سواه، وكذلك قوله: «وإن عيدنا هذا اليوم»، فإن التعريف باللام والإضافة يقتضي الاستغراق، فيقتضي أن يكون جنس عيدنا منحصرًا في جنس ذلك اليوم. وكذا قوله: «وإن هذا اليوم». أي: جنس هذا اليوم، كما يقول

1 / 80