Reasons for the Torment of the Grave
من أسباب عذاب القبر
Жанры
أفضلية تأخير صلاة العشاء إذا كانوا جماعة
السؤال
نحن جماعة ذهبنا إلى رحلة وحان وقت صلاة العشاء، فقلت لهم: هيا بنا من أجل أن نصلي صلاة العشاء في وقتها، فقالوا: لا.
بل نؤخرها، فقلت لهم: لماذا؟ قالوا: لأن هناك حديثًا وهو: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بهذه الصلاة هذه الساعة) أي: صلاة العشاء، فيقولون: نحن جماعة لا نرتقب أحدًا في تأخيرها، فتأخيرها أفضل، وصلينا تقريبًا الساعة التاسعة والنصف، فهل هذا صحيح؟ وهل صلاتنا جائزة إن شاء الله، مع العلم أن الجماعة الذين كانوا معي كلهم متدينون، والبعض من طلاب الشريعة وخريجها؟ أجاب على هذا السؤال: الشيخ الدكتور عبد الله المصلح.
الجواب
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك، نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على سنته واقتفى أثره واتبع هداه.
أيها الأحبة في الله: أحييكم جميعًا في مطلع هذا اللقاء بتحية الإسلام، تحية أهل الجنة ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ﴾ [الأحزاب:٤٤]، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وهنيئًا لنا في هذه الجلسة المباركة شيوخًا وتلاميذ، أسأل الله ﷿ أن يجزي أخي الشيخ الفاضل المبارك سعيد بن مسفر خيرًا، وأن يثيبه ويبارك في جهده وجهاده إنه على كل شيءٍ قدير.
ويعلم الله أيها الأحبة: لولا أن أخي ألح عليَّ في هذه الدعوة لكنت تركت لكم هذه الجلسة المباركة فلا أقطعها عليكم، وقد اشرأبت نفوسكم إلى استماع الشيخ، أردت أن أسهم في الخير والإسهام فيه أمرٌ مطلوب، ولقد تركت إخوةً لكم في الكلية والكل غاضبٌ لتركي لهم في هذه الساعات الحرجة؛ لكن نظرًا لأن أخي سعيد أصلح الله حالنا وحاله، وبارك فيَّ وفيه حيث ألح عليَّ، فإني لا أجد لي عذرًا أن أعتذر عن هذه الجلسة المباركة، وقد اشترطت عليه أن أجيب أنا على سؤال وهو على سؤالٍ آخر، حتى لا أقطعكم من هذا الشيخ المبارك فأثابه الله وبارك فيه، وإذا قلت مباركًا فهو دعوةٌ له إن شاء أن يبارك الله فيه.
نبدأ الآن بالإجابة على الأسئلة فأقول: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله معلومٌ أن جبريل ﵇ جاء إلى رسول الله ﷺ فصلى به في أول الوقت وفي آخره وقال: (يا محمد! الصلاة بين هذين الوقتين) وهناك أدلة كثيرة تفيد على أن البدار في فعل الصلاة في أولها أفضل إلا صلاة العشاء؛ فإن الإنسان لو أخرها فإن في تأخيرها خير، ولكن هل ذلك التأخير فعلوه من باب التكاسل والتباطؤ، أو أنه من باب طلب السنة؟ فإن كانوا قد فعلوا ذلك تلمسًا لفضل التأخير الذي قال عنه ﷺ: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بهذه الصلاة في هذه الساعة) عندما خرج عليهم متأخرًا، أقول: إنهم إن فعلوا ذلك من باب طلب سنة فضل التأخير لصلاة العشاء، ومعلومٌ أن تقديم الصلوات في أولها كلها أفضل ما عدا وقت صلاة العشاء، لكن بعض الناس لا يفعل ذلك ابتغاءً للسنة، وإنما هو انشغالٌ بمشاغله، فكأن الصلاة عنده أمرٌ إنما يفعل بعد أن تقضى الأعمال، فإذًا المسألة دائرة على المراد من فعله، فإن كان أراد بفعله طلب فضل سنة تأخير صلاة العشاء فهو أفضل له إن شاء الله تعالى.
4 / 18