وأصبح قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان وديرا لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب كيف توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيماني
الصلاة
كثير من المتدينين لا يصومون ولا يصلون، وكثير من أولي الألباب الموصومون بوصمة الكفر يغسلون أدران قلوبهم ببركات الصلوات، وينيرون بصائرهم بأنوار التأمل والقربان، من أجل هذا لا يسوغ لنا أن نقول، إذا: إن كل من يصلون أتقياء وكل من لا يصلون كفرة جهلاء، خذ لك مثلا جاء في تاريخ الثورة الإفرنسية الذي ألفه كارليل، أن الأب تيراي كان يختلف إلى الكنيسة ليقدس كل يوم، وإن ترغت وزير المالية في عهد لويس السادس عشر لم يكن يدخل قط بيت الله ولكن تيراي الكاهن كان فاسقا محتالا منافقا بل كان لصا بمعنى الكلمة، وكان ترغت رجلا فاضلا صالحا وفيلسوفا نزيها عفيفا، فلا الاختلاف إلى الكنيسة أصلح الأول ولا أفسد الابتعاد عنها الثاني.
ما نفعت كثرة الصلاة المنافق المحتال ولا ضرت قلتها أو عدمها بالصالح الأمين.
أما من يتخذون لأنفسهم في هذه الأيام ثوبا قشيبا من الإلحاد مجاراة للزي وحبا بالتيه والغي ويترفعون عن الصلاة ليثق المتثقفون بمبلغ حكمتهم وسعة علمهم وسداد آرائهم وحسن أدبهم؛ فأقول لهم: اقرءوا تأملات بسكال أو خواطر مرقس أريليوس أو فلسفة أبكتتوس أو اعترافات القديس أوغسطينوس؛ فتصلوا أثناء ذلك وأنتم لا تدرون أنكم تصلون.
Неизвестная страница