Мнение об Абу-ла-Ала: человек, который нашел себя

Амин Хули d. 1385 AH
222

Мнение об Абу-ла-Ала: человек, который нашел себя

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Жанры

5

فليس بعيدا أن يكون أبو العلاء قد تأثر بهذا بعض التأثر، فقال ما ليس صحيحا في نفسه، ولا واقعا في ذاته، أو قال ما لا يراه ولا يعتقده، ثم خالفه بقول ما هو واقع صحيح، أو ما هو رأي معتقد، فخالف لاحقه سابقه، وكلاهما ليس رأيا ولا اعتقادا ما دام فيه المجال لتحسين الكلام كما يقول هو، أو ما دام بابا توجد معانيه وألفاظه وهو عليه قادر كما يقول الجاحظ!

ليس ذلك كله بعيدا عن أن يقع، أو لعله قد وقع فعلا في آثار أبي العلاء، ولكن هل يكفي وجها لتعليل الظاهرة التي شهدناها واضحة من تقابل آرائه؟ هذا ما لا يسهل القول به فيما نرى، وليس من الصواب الوقوف عنده ونسيان أو تناسي اعتبارات واضحة في أقوال صاحبنا تفترق بها عن أقوال الأدباء الآخرين، منها:

أن هؤلاء الأدباء إنما يذهبون مع القول حين يتسع مجاله، ويجدون ألفاظه ومعانيه في أشياء يفيدون منها فوائد مادية، وتجدي عليهم مغانم حيوية؛ كشكوى حرفة الأدب وشؤمه؛ لتدر عليهم العطايا، وصاحبنا لم تتقابل آراؤه في مثل هذه السبيل، ولا هو قد حرص على شيء منه، أو جعل فنه وسيلة إليه، وما إكبارنا له اليوم إلا لأشياء من خيرها هذا المعنى.

ومنها: أن هؤلاء الأدباء جميعا أو كثرتهم الغالبة لم يتناولوا في أدبهم ما تناول أبو العلاء من شئون الكون والحياة الإنسانية يتأملها، ويسجل خواطره فيها، بل تناولوا عبر هذا كله من المدح والرثاء والهجاء، وما إلى ذلك من استخدام عملي للفن، فهم فيما يلمون به من هذه الفنون منصرفو النفوس عن الانفعال أو الاعتقاد لما يقولون أو اعتباره رأيا، أو مذهبا، أو شيئا يشبه هذا من قريب أو بعيد. على حين لم يتناول أبو العلاء - غالبا - إلا أمورا بعيدة أكبر البعد عن هذه الأجواء، والنفس بفطرتها منفعلة بها، مهتمة بتعرفها، متطلعة بغريزتها إلى تبينها، ومثل هذا مما لا يكون الذهاب فيه مع المعاني الموجودة والألفاظ الميسرة إلا ذهابا قليل الأثر إن وجد، يسير الخطر إن تحقق.

ومنها: أن هؤلاء الأدباء أيضا لم يذهبوا مع الألفاظ الموجودة والمعاني الميسورة في الحديث عن مقررات هي عقائد مقدسة أو مسلمات سماوية قد قتل الناس بإنكارها، بل بالاقتراب، أو محاولة لقرب منها بما يمكن أن يئول على أنه مساس بها، وصاحبنا إنما مس تلك المقدسات، وعرض لتلك المقررات، وتقابلت فيها أقواله، وجهرت بالمخالفة فيها آثاره، فلن يكون جريانه فيها مع القول الميسور والمعنى الموجود، إنما هو الاندفاع القوي عن تأثر نفسي، ينسيه التحوط، ويضيع عليه الحذر، ويصرفه عن المداورة ...!

فكذلك ليس من الحق أن نعلل أو نفسر تقابل آراء أبي العلاء بمثل هذه العادات الأدبية التي يتسمح بها الأدباء في أشياء غير ما وجه صاحبنا إليه فنه من مشكلات ومعتقدات لها حرمتها ولها أهميتها. •••

ومن الأسباب العامة التي ألم بها الأقدمون، واصفين أو مفسرين تقابل أقوال الأدباء: (2)

ما ساد في بعض العصور بتأثير عوامل دينية أو اجتماعية مختلفة جعلت المتأدبين يحرصون على كسب المقدرة الكلامية، واللباقة الاستهوائية بحيث يحتج الأديب للشيء وضده، ويحسن الشيء حينا ويقبحه حينا، فتكون له الأقوال المتقابلة بل المتنافرة، ومن هذا ما جاءنا من قولهم في المحاسن والأضداد، أو المحاسن والمساوئ؛ كالكتاب المنسوب إلى الجاحظ بالعنوان الأول، وكتاب البيهقي (ق5ه) بالعنوان الثاني، وكلاهما مطبوع متداول.

وهي ظاهرة أدبية عرضت لها في بحثي «منهج تفكير الجاحظ»

Неизвестная страница