فجعل العلم نفسه، والفهم وجهه (1)، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة همه، والرحمة قلبه، ثم غشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والإيمان، والصدق، والسكينة، والإخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والشكر، ثم قال له عز وجل: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: تكلم، فقال: الحمد لله الذي ليس له ضد ولا ند، ولا شبيه ولا كفؤ، ولا عديل ولا مثل، الذي كل شيء لعظمته خاضع ذليل.
فقال له الرب تعالى: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقا أحسن منك، ولا أطوع لي منك، ولا أنفع (2) منك، ولا أشرف منك، ولا أعز منك، بك اوحد، وبك أعبد (3)، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى (4)، وبك اخاف، وبك احذر، وبك الثواب (5)، وبك العقاب، فخر العقل عند ذلك ساجدا، فكان في سجوده ألف عام، وقال الرب تبارك وتعالى: ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع؛ فرفع العقل رأسه فقال: إلهي، أسألك أن تشفعني فيمن خلقتني فيه (6). فقال الله جل جلاله لملائكته: اشهدكم أني قد شفعته فيمن خلقته فيه (7).
[7] 7- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عقول النساء في جمالهن، وجمال
Страница 35