145

История аль-Банакти

تأريخ البنكتي

Жанры

قال: سيزورنى ملك من ملوك العرب من أقرباء النبى (عليه السلام)، وقدم أدلة وأنت تشبه هذا الرجل، فتعجب المأمون، وأمر بأن يضيفوه ثلاثة أيام، ثم استدعى الشيخ وقال: أظهر لنا دخمة أنو شيروان، فقال الشيخ: إنها فى الجبل ومن هنا إلى هناك خمسون فرسخا، وعندما تمضى تجد واديا عليه اثنى عشر فرسخا، وعليه جبل طوله سبعة فراسخ، الدخمة على رأس هذا الجبل، دار منحوتة من صخر صلب وجوسق بطول ثلاثمائة ذراع، أرضه من فضة، وسقفه مزين بالذهب والجواهر النفيسة، ووضع فى ممره عرش من ذهب ولؤلؤ وقد طرحت على هذا العرش ثياب منسوجة بالذهب والجوهر وعليه الملك الذى كان يملكه، وعلق تاج على رأس الوسادة، وطلوا جسده بعقاقير حتى لا يفسد ولا يتغير، وصنعت طلاسم فى هذا الجوسق حتى لا يستطيع أحد أن يدخل هذا المكان ما عدا ملك العرب الذى أشار إليه، وأنا أرى كل هذه الأمارات فيك.

فقال المأمون: ينبغى أنك تعبت من الوصف، فقال الشيخ: لقد خربوا طريق هذا الجبل حتى لا يستطيع أحد أن يمضى إلى هناك، فينبغى أن ندبر أمر تعمير هذا الطريق، فأمر المأمون بأن تجمع الآلات والعلماء والعمال والأخشاب، فوضعوها على الجمال، ومضى المأمون وجمع من خواصه وذلك الشيخ، ولما وصلوا إلى نهاية الجبل شيدوا هذه الطرق، ولما انتهوا منها، مضى المأمون مع ثلاثة أشخاص، وخادم جنيبته الذى أمسك يده، وحملوا معهم عشرين دستة ثياب مزركشة وعدة مئات من الكافور والمسك والعنبر، ولما اقتربوا من الدخمة ترجل المأمون حتى وصل إلى بابها، فقال الشيخ: إذا كنت ذلك الذى أشار إليه فأمسك حلقة الباب وحركها، فأمسك المأمون حلقة الباب وحركها؛ فسقط مفتاح من أعلى الباب، فقال الشيخ: صح أنك ذلك الذى أشار إليه؛ ففتحوا الباب، فرأوا عدة فرسان بتمام أسلحتهم، وقد لبسوا الطلسم وهجموا نحوهم وحملوا عليهم، فقال الشيخ للمأمون: اطرح السوط من يدك فألقاه فسكنوا، ومضوا من هناك، ووصلوا إلى وسط القصر، فرأوا على ركن الضفة أربعة أسود وقد اتجهوا إليهم، فقال الشيخ: انشر كمك عليها، فنشره فسكنت، ولما وصلوا باب الدخمة رأوا أربعة سيوف حادة، كان قد علقها أعلى الباب فكانت تأتى وتذهب، ولم يكن لأحد القدرة على أن يقترب منها، فقال الشيخ: اخلع العمامة عن رأسك وادخل بشجاعة، فخلع العمامة عن رأسه فسكنت السيوف، فدخل وشاهدوا تلك العجائب من البسط والفرش والأدوات الذهبية، وفى وسط القصر قوالب ملقاة من الذهب والفضة وحوائط مرصعة بالجواهر النفيسة، ووقف خمسة غلمان وقد لبسوا الطلاسم، وحاملين السلاح على يمين العرش، وخمسة على اليسار، وخمسة من الأمام، وخمسة من الخلف، وقد تحركوا جميعا إليهم واتجهوا نحوهم.

Страница 170