Раудат аль-мухиббин

Ибн Каййим аль-Джаузийя d. 751 AH
139

Раудат аль-мухиббин

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Исследователь

محمد عزير شمس

Издатель

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Номер издания

الرابعة

Год публикации

1440 AH

Место издания

الرياض وبيروت

Жанры

Суфизм
بحيث قد اتَّحَدَ (^١) مرادُه ومرادُ محبوبه من نفسه، فأهانَ نفسَه موافقةً لإهانةِ محبوبه له، وأحبَّ أعداءَه لمَّا أشبههم محبوبُه في أذاه. وهذا وإن كانت الطِّباع تأْباه؛ لكنه مُوجَبُ الحبِّ التامِّ ومقتضاه. وقالت فرقةٌ: بل الأذى مزيلٌ للحبِّ، فإنَّ الطِّباعَ مجبولةٌ على كراهة من يُؤذيها، كما أنَّ القلوبَ مجبولةٌ على حبِّ من يُحسِنُ إليها. وما ذكرَه أُولئك فدعوى منهم. والإنصاف أن يُقال: يجتمعُ (^٢) في القلب بغضُ أذى الحبيب وكراهتُه ومحبَّتُه من وجهٍ آخر، فيحبُّه ويُبغض أذاه، وهذا هو الواقع، والغالبُ منهما (^٣) يوازي المغلوبَ ويبقى الحكم له، وقد كشفَ عن هذا المعنى الشاعرُ في قوله (^٤): ولو قُلْتِ طَأْ في النَّارِ أَعْلَمُ أنَّه ... رِضًا لكِ أو مُدْنٍ لنا مِنْ وِصَالِك لقدَّمتُ رِجْلي نحوَها فَوَطِئْتُها ... هُدًى منكِ لي أو ضَلَّةً من ضَلالِك

(^١) ش: «ا تخذ». (^٢) ت: «يجمع». (^٣) ش: «منها». (^٤) الأبيات لابن الدُّمينة في «الحماسة» (٢/ ٦٢)، و«ديوانه» (ص ١٧ - ١٨)، وانظر هناك التخريج واختلاف النسبة (ص ٢١٨).

1 / 112