وأن يكهرب ندوات الفقه والكلام، ويجذب إلى نفسه طلاب العلم حتى كاد أن يغطي المدارس الفقهية والكلامية الأخرى، والفقهاء والمتكلمين من أتباع سائر المذاهب.
وقد كان الفقهاء والمتكلمون يقصدونه من أقطار بعيدة، وكان بيته ندوة عامرة بحديث الفقه والكلام، والنقاش والأخذ والرد.
ويبدو أن ذلك كله جعل ظله ثقيلا على المذاهب الكلامية والفقهية الأخرى، وعلى جهاز الحكم الذي كان يدعو إلى مقاطعة (مدرسة أهل البيت) بصورة خاصة.
ويلمح الباحث هذا الشعور من عبارة الخطيب الجافية في تعريف الشيخ.
قال الخطيب في تاريخ بغداد: محمد بن محمد بن النعمان أبو عبد الله المعروف بابن المعلم شيخ الرافضة والتعلم على مذاهبهم، صنف كتبا كثيرة في إضلالهم، والذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين، وعامة الفقهاء والمجتهدين، وكان أحد أئمة الضلال هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه (1).
وقال عنه اليافعي في مرآة الجنان: عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة، المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضا، البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان ينازع كل عقيدة بالجلالة والعظمة ومقدما في (الدولة البويهية).
وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم حسن اللباس.
وكان (عضد الدولة) ربما زار (الشيخ المفيد)، وكان شيخا ربعة .
Страница 58