وعرف من ذلك الوقت بالمفيد (1).
ومهما يكن من أمر، فقد ظهر (الشيخ المفيد) في مدة قليلة على أقرانه، وحفه شيوخه وأساتذته - كالشيخ الصدوق وغيره - بعنايتهم لما لمسوا فيه من مؤهلات وقابليات تندر وجودها في غيره.
واستقل (الشيخ المفيد) بالتدريس في بغداد وهو بعد لم يتجاوز سني الشباب، وتفرغ للفقه والكلام، وكان يحضر مجلس درسه آلاف الطلاب: من الشيعة والسنة، وبرز من تلاميذه رجال كبار: أمثال (السيد المرتضى، والشيخ الطوسي) تابعوا أستاذهم المفيد في توسعة المدرسة وتطويرها، وإدخال تغييرات جديدة عليها.
وقد قدر (للشيخ المفيد) أن يكون رائدا فكريا لهذا العصر من عصور الفقه الإسلامي، وأن يدخل تغييرات وتحسينات كثيرة على (الفقه) ويطور من مناهجه وقواعده.
ومن بعده كان تلاميذه وتلاميذ تلاميذه يعترفون له بهذا الحق يقول (العلامة الحلي) في شأنه: من أجل مشائخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية (2).
وقد أحصى له السيد الأمين قريبا من مائتي كتاب ورسالة في الفقه والكلام والحديث.
ومن استعراض (حياة المفيد) يستظهر الباحث أن الشيخ المفيد استطاع أن يغير الجو الفكري في بغداد (حاضرة العالم الإسلامي) يومذاك .
Страница 57