2 - (الكليني)، كان (الكليني) معاصرا (لعلي بن الحسين بن بابويه) والد (الشيخ الصدوق) وتوفيا في سنة واحدة، وهي المعروفة عند الفقهاء بسنة (موت الفقهاء).
أكبر أثر تركه (محمد بن يعقوب الكليني) من بعده هو موسوعته الحديثية الكبرى (الكافي) في الأصول والفروع، وكان تأليف الكافي أولى محاولة من نوعه لجمع الحديث وتبويبه، وتنظيم أبواب الفقه والأصول.
يقول هو رحمه الله في مطلع كتابه:
كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المستر شد، ويأخذ منه من يريد علم الدين، والعمل به بالآثار الصحيحة عن (الصادقين) عليهم السلام (1).
فكانت هذه المحاولة لتهيئة المراجعة للفقهاء، وجمع وتنظيم أبواب الفقه والأصول، وقد جمع رحمه الله في موسوعته هذه ما صح لديه من أحاديث (الصادقين) عليهم السلام.
ولذلك كله كان هذا الكتاب فتحا كبيرا في عالم تدوين الحديث وموضع عناية فائقة من قبل الفقهاء من بعده.
يقول عنه الشيخ المفيد: من أجل كتب الشيعة، وأكثرها فائدة (2).
ويقول عنه الشهيد كما في إجازته لابن الخازن:
كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل مثله (3).
.
Страница 48