219

Равда в фазаилях Амира-аль-Му'минин Али ибн Абу Талиба

الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)

فأذن لي يا إلهي، حتى أكيده وأبتليه، لتعلم كيف صبره، فأذن له.

فتصور له في صورة أفعى لها عشرة رءوس، فطلع عليه وهو يصلي في محرابه، قد حدد أنيابه، محمر الأعين، فتطاول في المحراب، فلم يرهب منه، ولا فكر فيه، ولا نكس طرفه إليه، فانخفض على الأرض.

وأقبل على أنامل رجلي علي بن الحسين يكدمها (1) بأنيابه، وينفخ عليها بنار حرقة، وهو لا يكسر طرفه، ولا يحول قدما عن قدم من مقامه، ولا يدخله شك ولا هم، وهو في صلاته وقراءته، كما هو لم يتغير.

فلم يلبث إبليس لعنه الله، إذ نقض [انقض عليه شهاب من السماء ليحرقه، لما أحس به صرخ و[قام إلى جانب علي بن الحسين (عليه السلام) في صورته الأولى، وقال:

الإجارة يا ابن رسول الله، أنا إبليس ولقد شاهدت من عبادة النبيين والمرسلين من قبلك، من أبيك آدم إليك.

فلم أر مثل عبادتك، ولوددت لو استغفرت لي، فإن الله تعالى لعله أن يغفر لي ثم مضى وتركه في صلاته، ولم يشغله كلامه ولا فعاله، حتى قضى صلاته على تمامها. (2)

Страница 229