مذ ولاه الله الأمر ما زال يخرج أمره إلى النواب بأن لا يؤخذ لأحد شيء إلا بثمنه ؛ ولما سافر إلى الشام في سنة تسع وخمسين وستمئة اشتري النواب أصنافا لمولانا الخليفة، وللسلطان، يحمل كبيرة، تولى الأمير عز الدين الحلي، والصاحب بهاء الدين إيفاء أصحابها ثمنها ؛ فما كتب كتابا في هذه السفرة لهما إلا وفيه ايفاء الديون، وبراءة الذمة.
وحضر في أيام سلطنته من ادعى أنه كان له عنده شيء في حال الأمرة فطلب منهم شهادة، فلم يحضر أحد شهادة، فحلفهم .. وأعطاهم،
حسن وفائه :
من جملة ذلك أخذه لثأر أخيه الأمير فارس الدين أقطاي من الملك المظفر ؛
ومن ذلك إحسانه إلى دور الملك الناصر وأهله، ودور أخيه الملك الظاهر، وإلى جميع أبناء الملوك وأتباعهم ؛ فإنهم ؛ وصلوا في الأيام المظفرية، عندما جرى في الشام ما جرى من العدو، ومفارقتهم الأوطان والأوطار، وحلولهم دار الغربة، وزوال عز السلطنة، وكانوا كما قال الله تعالى : وكتم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين. واتفق وصولهم والملك المظفر مشتغل بالغز و، فضاعت مصالحهم : فلما صار الأمر إلى السلطان أطلق لهم النفقات والإقامات، وسيأتي ذكر ذلك مفصلا في مكانه، وجبر ولده، وولد أخيه بالركوب معه في الموكب. وعم إحسانه الدار الكركية، والدار العادلية، والأدر القطبية، والدار الأشرفية، والدار المسعودية.
Страница 79