لأن علومهم منافية لعلوم المرسلين ، وقال بعض احكماء إذا كأن الملك عالما ، وكان الحاكم عفيفا ، والشرطة عادلا ، دام الملك ، وإلا فسد ودثر وقد قيل الإسلام فسطاط ، والإمام عمود ، والعلماء أوتاده ، فإذا مالت الأوتاد لم يثبت عمود ولا فسطاط وجبت عليه قبول النصح من العلماء والعمل بمقتضاه ، لما فى مخالفة العلماء الناصحين من أخطر وينبغى أن لا جبالس أهل الفسق وأهل الإستهزاء بالناس ، لأن جليس السوء يذهب ببهاء ويستخف خرمته ويوقعه بالمهالك ، ولذلك قيل صحبة الأخيار تورث اخنير وصحبة الأشرار تورث الشر ، كالريح إذا مرت على النتن حملت نتنا ، وإذا مرت على الطيب حملت طيبا ويرى مثل اجليس الصالح مثل الذاري إن لم يبدك من عطره ، عبق بك من رجة ، ومثل اجليس السنوء ، مثل صاحب الكير ، إن لم جرقك بناره علق بك من دخانه وفي كتاب كليلة ، إجتنت عشرة من الأصحاب الكفور للنعمة ، والغادر بالعهد، والذى لا يؤمن بالثوات والعقاب في الأخرة ، والمفرط فى اطرص والتهمة والغضب ومن يسخطه اليسير لغير علة ، ومن لا يرضيه شىء وإن كأن كثيرا ، وذو المكر الداهى الغامض مكره ، واللهج بالزنا واختمر والميسر ، والسىء الظن المتلون والقليل الحياء
Страница 125