ووصل إلى الميدان الأخضر [وقد أذاق العدو الأزرق الموت الأحمر]، في يوم السعد الأبيض بعلم النصر الأصفر، إلى القصر الأبلق، وقد طلع شمسا في سماء الملك أنار بها الأفق وأشرق، ففخر [القصر] بحلوله فيه وقال: هذا اليوم الذي كنت أرتجيه، وهذا الوقت الذي ما برحت تبشرني به نسمات البكر والأصائل، [لأنها تمر لطيفة، فأعلم أن معها منه - خلد الله ملكه - وسائل]. وهذا الملك الذي أعرف املك الذي أعرف فيه من أبيه شمائل. فغبطته القلعة المنصورة، واشتدت حسدا وغيرة، وفاخرته بما لها من محاسن، وإشراف على أنضر الأماكن، [وامتازت به من حصانتها الذي ما أمتطn سواه ذروتها، ولا على غيره - خلد الله ملكه - صهوتها]، فأراد - خلد الله سلطانه - فأراد أن يعظم لقلعته الشأن، فحل بها. مرة ثم بتلك أخرى، فطاب بحلوله الواديان.
ثم شرع - خلد الله ملكه - في حسن الاشتمال على أمرائه ونوابه، وجميل الاحتفال بمصالح من تعلق من الولاء بأعظم أسبابه، فعمهم خلعا وعطايا سنيه، وأراهم يعما بلغتهم كل أمنيه. وأذهب عنهم مشقة التعب ببذل الذهب، وأنسى بمكارمه حاتم طيء، فلو عاش لاستجدي ما أطلق - خلد الله ملكه - و) وهب. ومر بعود نواب سلطنته إلى أماكنهم المحروسة، وقال: الربوع هذه المدة قد خلت. وحيث حللنا بالبلاد ينبغي أن تكون مأنوسه، فتضاعف الشكر لله تعالى على تمام هذه النعمة، وابتهلت الألسن بالمحامد، وكيف لا، وقد طلع صبح النعمة فحلا ليل تلك الغمة.
[وشكر الناس منة الله التي أعادت إليهم بالأمن الوسن، وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن.
Страница 53