[26_2]
وفيه قد زاحمني شارب ... (والمنهل العذب كثير الزحام)
لبرق هذا الثغر كم عاشق ... قد هام جدا بين مصر وشام
دمعي ونظمي في هواه غدا ... يألف كل منهما الانسجام
مالي سهم قط من وصله ... لكن من اللحظ لقلبي سهام
مذ حل ذاك الشعر قلبي غدا ... يرقص لكن رقصه في الظلام
ماس وقد غطى بأكمامه ... خديه خوفا من عيون الأنام
فقلت ما ألطف غصن النقا ... وأحسن الورد الجني في الكمام
جرت دموعي حين قبلته ... فهل رأيت البدر تحت الغمام
وقال لي نظمك بين الورى ... معظم ذو شرف واحتشام
فقلت نظمي علوي ولى ... غدا علي في البرايا أمام
ومن شعر صاحب الترجمة:
تبدت فكاد البدر أن يختفي قهرا ... وأما نجوم الليل ما ظهرت طرا
مليحة خدر لا يرى الدهر مثلها ... وإن شط في حزن وسهل واستقرا
تريك فعال البيض والسمر في الوغى ... إذا نظرت تيها وان خطرت سحرا
فلا وأبيك الغر ما هام عاشق ... بها واعتلى في ملك قيصر أو كسرى
رأتني مشوقا مغرما فتمايلت ... بقامة هيفا تخجل الصعدة السمرا
فلاح بخديها بياض وأحمرة ... فقلت اجتماع قد تولد يا بشرى
فشاكت فؤادي ثم داوت بجفنها ... فخيل لي من طرفها أخذوا السحرا
فقلت لأصحابي بها آمنوا فقد ... رأيت بعيني أنها الآية الكبرى
ومذ علمت أني فتنت بحبها ... فغضت حياء فهي ترمقني شزرا
بزند كبلور ليستر وجهها ... وما شعرت أن سوف يقضي لنا أجرا
أرادت لتخفي فتنة من جمالها ... بمعصمها فاستأنفت فتنة أخرى
Страница 26